يقال إنه حقيقة أو ذات أو شئ من الأشياء والا لزم اشتراكه مع غيره في مفهوم الحقيقة والذات والشئ فإذا لم تكن شيئا يكون لا شيئا لاستحالة الخروج عن السلب والايجاب وكذا الهوية والثبات والتقوم وأمثالها فينسد باب معرفته ووصفه بصفات جماله ونعوت كماله.
والعجب أن أشباه هؤلاء القوم ممن يعدون عند الناس من أهل النظر وهذا هو العذر في ايرادنا شيئا من هوساتهم في هذا الكتاب إذ العاقل لا يضيع وقته بذكر هذه المجازفات وردها وذكر صاحب الاشراق في كتاب المطارحات بعد ذكر ما تهوسوا به من شيئية المعدوم واثبات الواسطة ومن العجب ان الوجود عندهم يفيده الفاعل وهو ليس بموجود ولا معدوم فلا يفيد الفاعل وجود الوجود مع أنه كان يعود الكلام اليه ولا يفيد اثباته فإنه كان ثابتا في نفسه بامكانه فما أفاد الفاعل للماهيات شيئا فعطلوا العالم عن الصانع قال وهؤلاء قوم نبغوا في مله الاسلام ومالوا إلى الأمور العقلية وما كانت لهم أفكار سليمه ولا حصل لهم ما حصل للصوفية من الأمور الذوقية ووقع بأيديهم مما نقله جماعه في عهد بنى أمية من كتب قوم أساميهم تشبه أسامي الفلاسفة فظن القوم ان كل اسم يوناني فهو اسم فيلسوف فوجدوا فيها كلمات استحسنوا وذهبوا إليها وفرعوها رغبه في الفلسفة وانتشرت في الأرض وهم فرحون بها وتبعهم جماعه من المتأخرين وخالفوهم في بعض الأشياء الا ان كلهم انما غلطوا بسبب ما سمعوا من أسامي يونانية لجماعه صنفوا كتبا يتوهم ان فيها فلسفه وما كان فيها شئ منها فقبلها متقدموهم وتبعهم فيها المتأخرون وما خرجت الفلسفة الا بعد انتشار أقاويل عامه يونان وخطبائهم وقبول الناس لها فصل في الوجود الرابطي اطلاق الوجود (1) الرابطي في صناعاتهم يكون على معنيين