الصور الكونية القائمة بالمواد وكل صوره صادره عن الفاعل فلها حصول له بل حصولها في نفسها نفس حصولها لفاعلها وليس من شرط حصول شئ لشئ ان يكون حالا فيه وصفا له (1) بل ربما يكون الشئ حاصلا لشئ من دون قيامه به بنحو الحلول والوصفية كما أن صور جميع الموجودات حاصله للباري حصولا أشد من حصولها لنفسها أو لقابلها كما ستعلم في مباحث العلم وليس قيامها به تعالى قياما حلوليا ناعتيا وكل صوره حاصله لموجود مجرد عن المادة باي نحو كان فهي مناط عالمية ذلك المجرد بها سواء ا كانت قائمه بذاته أو لا ومناط عالمية الشئ بالشئ حصول صوره ذلك الشئ له سواء ا كانت الصورة عين الشئ العالم فيكون حصولها حصوله كعلم النفس بذاتها أو غيره فيكون حصولها اما فيه وذلك إذا كان الشئ قابلا لها واما عنه وذلك إذا كان فاعلا لها فالحصول للشئ المجرد الذي هو عبارة عن العالمية أعم من حصول نفسه أو الحصول فيه أو الحصول له فللنفس الانسانية في ذاتها عالم خاص بها من الجواهر والاعراض المفارقة والمادية والأفلاك المتحركة والساكنة والعناصر والمركبات وسائر الحقائق يشاهدها بنفس حصولاتها لها لا بحصولات أخرى والا يتسلسل وذلك لان الباري تعالى خلاق الموجودات المبدعة والكائنة وخلق النفس الانسانية مثالا لذاته وصفاته وافعاله فإنه تعالى منزه عن المثل لا عن المثال فخلق النفس مثالا له ذاتا وصفاتا وافعالا ليكون معرفتها مرقاه لمعرفته فجعل ذاتها مجرده عن الأكوان والاحياز والجهات وصيرها ذات قدره وعلم واراده وحياه وسمع وبصر وجعلها ذات مملكه شبيهه بمملكه بارئها يخلق ما يشاء ويختار لما يريد الا انها وان كانت من سنخ الملكوت وعالم القدرة ومعدن العظمة والسطوة فهي ضعيفه الوجود والقوام
(٢٦٥)