البسيطة لا ثبوت سلب الوجود له حتى يصير من الهليات المركبة الايجابية ولا سلب الوجود عنه حتى يكون من سوالب الهليات المركبة ومن لم يفرق بين مفاد الهليتين وظن أن طبيعة العقد مطلقا يستدعى ثبوت شئ لشئ أو سلب شئ عن شئ لم يمكنه ان يصدق بان قولنا الانسان موجود أو وجد الانسان مثلا يفيد تحقق ذات الانسان لا تحقق امر له هو وجوده وكذلك قولنا عدم الانسان يعطى بطلان ذاته لا انسلاب صفه عنه هي الوجود واما قولنا الانسان كاتب أو كتب الانسان يعطى ثبوت صفه له هي الكتابة وكذا قولنا الانسان ساكن الأصابع يفيد انسلاب صفه عنه هي الكتابة وعدم الفرق بين الهليتين من علل الطبيعة الانسانية وأمراضها التي يجب ازالتها والتدبر في خلاصها لئلا يضطر إلى استثناء (1) المقدمة الكلية القائلة بفرعية وجود الثابت لوجود المثبت له في جمله الهليات البسيطة كما سبق ذكره في أوائل الكتاب تتمه تحقيقية وإذ قد تحقق لديك ان السلب بما هو سلب ليس له معنى محصل يثبت له أو به أو يرفع عنه أو به معنى على سبيل الوجوب والامتناع والامكان فقد دريت انه لا يكون نسبه سلبية مكيفة بضرورة أو دوام أو فعليه أو امكان أو غير ذلك بل انما يؤول معنى ضرورية النسبة السلبية إلى امتناع النسبة الايجابية التي هي نقيضها (2) ومعنى دوام النسبة السلبية سلب تلك
(٣٦٩)