يهتدوا إلى حله سبيلا ولم يأتوا بشئ يسمن ولا يغنى قليلا الاشكال الثاني انا نتصور جبالا شاهقة وصحارى واسعه مع أشجارها وأنهارها وتلالها ووهادها ونتصور الفلك والكواكب العظيمة المقدار على الوجه الجزئي المانع عن الاشتراك فوجب على ما ذهبوا اليه ان يحصل تلك الأمور في القوة الخيالية التي ليست جسما ولا متقدرة بل كيفية وقوه (1) عرضت لبخار حاصل في حشو الرأس وكذا إذا نتصور زيدا مع اشخاص اخر انسانية يحصل في تلك الكيفية المسماة بالقوة الخيالية أناس مدركون متحركون متعقلون موصوفون بصفات الآدميين مشتغلون في تلك القوة بحرفهم وصنائعهم وهو مما يجزم العقل ببطلانه وكذا لو كان محل هذه الأشياء الروح التي في مقدم الدماغ فإنه شئ قليل المقدار والحجم وانطباع العظيم في الصغير مما لا يخفى بطلانه ولا يكفي الاعتذار بان كليهما يقبلان التقسيم إلى غير النهاية فان الكف لا يسع الجبل وإن كان كل منهما يقبل التقسيم لا إلى نهاية.
والجواب ان هذا انما يرد نقضا على القائلين بوجود الأشباح الجسمية والأمثلة الجرمانية في القوة الخيالية أو الحسية ولم يبرهنوا ذلك بدليل شاف وبرهان واف كما لا يذهب على متتبع أقوالهم وليس لهذه القوى الا كونها مظاهر معده لمشاهدة النفس تلك الصور والأشباح في عالم المثال الأعظم كما هو رأى شيخ الاشراق تبعا للأقدمين من حكماء الفرس والرواقيين أو أسبابا وآلات للنفس بها يفعل تلك الأفعال والآثار في عالم مثالها الأصغر كما ذهبنا اليه (2) والحاصل انه لا يرد ذلك