فلذلك لا تختلف المادة في الموجبة والسالبة بحسب النسبة الايجابية والسلبية خلافا لما شاع بين المتأخرين والمتفلسفين من أن في سالبه نسبه سلبية هي غير النسبة الايجابية وان المادة كما يكون بحسب النسبة الايجابية كذلك يكون بحسب النسبة السلبية وان مادة النسبة السلبية مخالفه لمادة النسبة الايجابية ولا يخلو شئ منهما من المواد الثلاث الا ان المشهور رعايتها في الثوابت لفضلها وشرفها ولانخراط ما يعتبر في السوالب فيها (1) فان واجب العدم ممتنع الوجود وممتنع العدم واجب الوجود وممكن العدم ممكن الوجود.
فيجب عليك ان تعلم أن المادة هي حال المحمول في نفسه عند الموضوع من وجوب صدق أو امتناعه أو امكانه وهي في مطلق الهليات البسيطة ترجع إلى حال الموضوع في وجوده بحسب قوه الوجود ووثاقة التجوهر أو ضعف الذات وسخافة الحقيقة أو بطلان التحقق وفساد الماهية لا حال المحمول في نسبته إلى الموضوع وثبوته له كما زعمه بعض على ما مر ذكره وفي الهليات المركبة هي حال المحمول في نسبته إلى الموضوع وثبوته له باعتبار وثاقه النسبة أو ضعفها أو فسادها وليس في السالبة الا انتفاء الموضوع في نفسه أو انتفاء المحمول عنه على أنه ليس هناك شئ أوليس شئ شيئا لا ان هناك شيئا هو الانتفاء أو له شئ هو الانتفاء فليس فيه شئ يكون مكيفا بإحدى الكيفيات الثلاث فالمادة التي تسمى عند الأوائل بالعنصر هي حال الموضوع في نفسه بالايجاب في التجوهر من استحقاق دوام الوجود (2)