ومنها ان وجود المعلول بحسب حقيقته يتقوم بوجود علته بحيث لا يمكن تصور ذلك بدونه.
واعلم أن مراده من الماهية المركبة (1) الماهية الامكانية مع اعتبار الوجود لها سواء ا كانت في حد نفسها بسيطه أو مركبه شك ودفع ربما يتوهم متوهم ان الوجود وحده لا يمكن ان يكون معلولا لان الوجود طبيعة واحده فلو كان تأثير العلة فيه وحده لكانت عله صالحه لكل معلول مثلا سخونة الماء يحتاج في فيضانه عن العلة المفارقة إلى شرط والا لكانت دائمة بدوام المبدء المفارق فالمتوقف على ذلك الشرط لو كان وجود السخونة دون ماهيتها لزم ان يتحقق وجود السخونة بتحقق ما هو شرط لوجود البرودة كالماء لان وجود البرودة مساوق لوجود الحرارة فما هو شرط لذلك يكون شرطا لهذا فيلزم فيضان وجود السخونة عند ملاقاة الماء لان الماهية قابله والفاعل فياض والشرط حاصل فيجب المعلول ومن هذا يلزم حصول كل شئ وهو بديهي البطلان يدفعه الحس والعيان.
وأنت بعد اتقان الأصول التي سبقت منا لا تفتقر إلى زيادة تجشم لإزالة أمثال هذه الشكوك فتذكر.
تنبيه احذر يا حبيبي من سوء الفهم لدقيق كلام الحكماء ولطيف أقاويلهم وإشاراتهم إلى المعاني الدقيقة إذ كثير من الناس لما سمع قولهم ان الجوهر جوهر لنفسه والعرض عرض لنفسه ولم يفهم المراد فظن أنهم يقولون انها مستغنية عن الجعل والتأثير رأسا وليس الامر كما توهموه وانما قالت الحكماء هذا القول لأنك لما تأملت الوجودات وتصفحت أحوالها ولوازمها وجدت الوجودات موصوفات وملزومات والمعاني الكلية والمفهومات الذهنية كلها صفات