ما سطر أحد في كتاب لا انا ولا غيرى الا في هذا الكتاب فهي يتيمه الدهر وفريدته فإياك ان تغفل عنها فان تلك الحضرة التي يبقى لك الحضور فيها مع الصور مثلها مثل الكتاب الذي قال تعالى فيه ما فرطنا في الكتاب من شئ فهو الجامع للواقع وغير الواقع ولا يعرف ما قلناه الا من كان قرانا في نفسه فان المتقى الله يجعل له فرقانا انتهى كلامه ولا شبهه في أنه مما يؤيد ما كنا بصدده تأييدا عظيما ويعين اعانه قويه مع اشتماله على فوائد جمه ستقف على تحقيقه أو تفصيلها في مباحث النفس إن شاء الله تعالى فاتقن ما مهدنا لك كي ينفعك في مباحث الوجود الذهني والاشكالات الواردة عليه فصل في تقرير الحجج في اثباته وهي من طرق الطريقة الأولى انا قد نتصور المعدوم الخارجي بل الممتنع كشريك الباري واجتماع النقيضين والجوهر الفرد بحيث يتميز عند الذهن عن باقي المعدومات وتميز المعدوم الصرف ممتنع ضرورة فله نحو من الوجود وإذ ليس في الخارج فرضا وبيانا فهو في الذهن.
واعترض عليه بأنه لا يجوز ان يحصل العلم بالمعدوم لان العلم كما مر عبارة عن الصور الحاصلة عن الشئ فصوره المعدوم اما أن تكون مطابقه له فيجب ان يكون للمعدوم وخصوصا الممتنع ذات خارجيه تطابقها صورته الذهنية والمعدوم لا ذات له أولا تكون مطابقه له فلا يحصل لنا العلم بالمعدوم إذ العلم عبارة عن صوره مطابقه للمعلوم.
وأجيب عنه بان المراد بحصول الصورة ليس انه يحصل في الذهن شبح ومثال له محاكاة عن الامر العيني مغائر له بالحقيقة بل المراد بالصورة الذهنية هو حقيقة المعلوم من حيث ظهورها الظلي الذي لا يترتب به عليها اثرها المقصود منها فالعلم بالمعدوم لا يكون الا بان يحصل في ذهننا مفهوم لا يكون ثابتا في الخارج فلا يجرى