صعب العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه الا لمن تنور قلبه بنور الحق وارتفع الحجاب بينه وبين الوجود المحض فإنه يدرك بالحق تلك الصور العلمية على ما هي عليه في أنفسها ومع ذلك بقدر أنيته محتجب عن ذلك فغاية عرفان العارفين اقرارهم بالعجز والتقصير وعلمهم برجوع الكل اليه وهو العليم الخبير تفصيل مقال لتوضيح حال اختلف كلمه أرباب الانظار وأصحاب الأفكار في أن موجودية الأشياء بما ذا.
فذهب بعض الاعلام من الكرام إلى أن موجودية كل شئ هو كونه متحدا مع مفهوم الموجود (1) وهو عنده مفهوم بديهي بسيط يعبر عنه بالفارسية به هست وذهب أبو الحسن الأشعري إلى أن وجود كل شئ عين ذاته بمعنى ان المفهوم من وجود الانسان هو الحيوان الناطق ولفظ الوجود في العربية ومرادفاته في سائر اللغات مشترك بين معان لا تكاد تنحصر.
وجمهور المتكلمين على أن الوجود عرض قائم بالماهية في الواجب والممكن جميعا قيام الاعراض.
والمشهور من مذهب الحكماء المشائين انه كذلك في الممكنات وفي الواجب عين ذاته.
وتوجيه مذهبهم كما سبق ان وجود الممكن زائد على ماهيته ذهنا بمعنى كون المفهوم من أحدهما غير المفهوم من الاخر ذهنا ونفس ذاته حقيقة وعينا بمعنى عدم تمايزهما بالهوية ووجود الواجب عين ذاته يعنى ان حقيقته وجود خاص قائم بذاته من دون اعتبار معنى آخر فيه غير حيثية الوجود بلا اعتبار انتسابه إلى فاعل يوجده أو محل يقوم به ولو في العقل وهو عندهم مخالف لوجودات الممكنات