الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤٢
ضرورية (1) فان الشئ الذي له الضحك هو الانسان وثبوت الشئ لنفسه ضروري فذكر الشئ في تفسير المشتقات (2) بيان لما رجع اليه الضمير الذي يذكر فيه وكذا ما ذهب اليه بعض اجله المتأخرين من اتحاد العرض والعرضي (3) وان لم يكن متثبتا فيه
(1) وأيضا لزم حينئذ دخول النوع في الفصل وهذا أسد واحكم مما جعله السيد ره تاليا إذ يمكن القدح في كونه من باب ثبوت الشئ لنفسه وإن كان لا يضر ذلك بدعوى انقلاب الممكنة إلى الضرورية لان مادة القضية حينئذ أيضا هي الضرورة وتلخيص كلامه ان المحمول حينئذ اما ان يكون نفس المقيد وهو الانسان والقيد خارج والتقييد داخل على نحو التقييد اي مأخوذا بما هو معنى حرفي فالملحوظ بالذات هو الانسان المحمول فتكون القضية ضرورية واما ان يكون هو الانسان والقيد داخل فنقول القيد هنا وإن كان ملحوظا أيضا الا انه ملحوظ بالعرض ومحط حصول الفائدة هو الانسان فإنه المحمول حينئذ كما انك إذا قلت زيد في الدار فكونه في الدار مقصود بالذات وإذا قلت زيد قائم في الدار صار قولك في الدار مقصودا بالعرض فتأمل ونقول أيضا ان قولنا الانسان انسان له الضحك قضيتان إحديهما الانسان انسان وهي ضرورية والأخرى له الضحك وهي ممكنه وهذا كما أن عقد الوضع في القضايا ينحل إلى قضية مطلقه عامه عند الشيخ وممكنه عند الفارابي وقد تقرر أيضا ان الأوصاف قبل العلم بها اخبار كما أن الاخبار بعد العلم بها أوصاف.
دليل آخر على عدم دخول الذات في المشتق هو انا نعلم بالبداهة ان ليس في توصيف الثوب بالأبيض تكرار الموصوف أصلا لا بطريق العموم ولا بطريق الخصوص والحال انه لو اعتبر الشئ فيه ليلزم التكرار س ره (2) يعنى ان المشتق من حيث حقيقة معناه طبيعة نعتية بسيطه لا تركيب فيه أصلا ولكونه طبيعة نعتية يحتاج إلى الرابط وهو الضمير ن ره (3) وقد ذكر لتوضيح ما اختاره وجهين أحدهما انه إذا رأى شيئا أبيضا فالمرئي بالذات هو البياض على ما قالوا ونعلم بالضرورة انا قبل ملاحظة ان البياض عرض والعرض لا يوجد قائما بنفسه نحكم بأنه بياض وابيض ولولا الاتحاد بالذات بين البياض والأبيض لما حكم العقل بذلك في هذه المرتبة ولم يجوز قبل ملاحظة المقدمات كونه ابيض لكن الامر بخلاف ذلك.
وثانيهما ان المعلم الأول ومترجمي كلامه عبروا عن المقولات بالمشتقات ومثلوا لها بها فلو لا الاتحاد بالذات لم يصح ذلك التعبير والتمثيل الا بالتكلف بان يقال ذكر المشتقات لتضمنها مباديها س ره