فصل في أن الوجود خير محض (1) هذه المسألة انما تتضح حق اتضاحها بعد ما ثبت ان لمفهوم الوجود المعقول الذي من أجلى البديهيات الأولية مصداقا في الخارج وحقيقة وذاتا في الأعيان وان حقيقتها نفس الفعلية والحصول والوقوع لا بالمعنى المصدري كما ظنه المتأخرون كلهم بل بمعنى انها نفس حقيقة الوقوع وما به الوقوع سواء ا كان الوقوع وقوع نفس اي نفس الوجود أو وقوع شئ آخر هو الماهية واما من لم يضع للمفهوم من الوجود عند العقل حقيقة وذاتا سوى هذا المفهوم الانتزاعي البديهي التصور فيصعب عليه بل لا يجوز له دعوى كون الوجود خيرا محضا لان (2) معنى الخير ما يؤثر عند العقلاء
(٣٤٠)