انا لو فرضنا ذلك الشئ وتصورناه لعلمنا تحقق نقيضه لا انه لو تحقق هذا الشئ في الواقع لكان عدمه متحققا في الواقع فاذن المستحيل المفروض في العقل بحسب تمثل مفهومه في الذهن يحكم عليه باستلزام ما هو مفهوم له لاجتماع المتنافيين ومفهوم اجتماع المتنافيين بما هما متمثلان في لحاظ الذهن ليس من المستحيلات بل من الممكنات كما وقعت الإشارة اليه ثم يبين ان المفهوم الملزوم ليس عنوانا لشئ من الأشياء الواقعة في عالم الامكان (1) فيرجع ذلك إلى الاستدلال بانتفاء اللازم على انتفاء الملزوم فيجعل الشرطية بحسب الوضع الفرضي ونفى لازمه جميعا موجبا لبطلان الفرض فيكون مجموع العقد الشرطي والعقد الاستثنائي ملزوما للحكم باستحالة المفروض لا فرض المفروض فقط تسجيل انك قد سمعت سابقا وتحققت ان الواجب بذاته لا يكون واجبا بغيره فاعمل رويتك واستعمل مثل ذلك البيان في الممتنع بالذات واحكم بان ما يمتنع بذاته يستحيل ان يمتنع بغيره والا لبطل امتناعه ببطلان ذلك الغير وأيضا لا يتصور لذات واحده عدمان ولا امتناعان ولا يتصور أيضا عدم واحد وامتناع واحد لذاتين كما يتصور لذات واحده وجودان ولا وجوبان ولا وجود واحد وضرورة واحده لذاتين فقط ظهر ان كلا من الوجود والبطلان وضرورة الوجود وضرورة العدم لا يتكثر الا بتكثر الموضوعات ولا يتحد الا مع اتحاد الموضوع فاذن يستحيل ان يكون امتناع ماهية مفروضه بحسب الذات وبحسب الغير معا أو على التبادل فالمستحيل بالذات يكون ضرورة عدمه بحسب نفس ذاته فقط بته.
فقد بزغ ان كل ما بالغير من الوجوب أو البطلان فموضوعه الممكن بالذات وقد علمت أن معنى الامكان الذاتي يجب ان يتصور على وجه نسبته إلى كل من الوجوب بالغير والامتناع بالغير نسبه النقض إلى التمام حتى يستصح اتصاف الممكن باي منهما.