العقل وممكنا في ذاته فما كان قبل هذا وجوبا مثلا أو امكانا صار شيئا ممكنا وهكذا قياس المعاني الحرفية والمفهومات الأدوية إذا صارت منظورا إليها معقوله بالقصد محكوما عليها أو بها انقلبت اسميه استقلالية بعد ما كانت حرفيه تعلقية وهذا الانقلاب غير مستحيل (1) لأنه كانقلاب المادة إلى الصورة والجنس إلى الفصل والقوة إلى الفعل والناقص إلى التام لا كانقلاب الصورة إلى الصورة والنوع المحصل إلى النوع المحصل لان الروابط والأدوات حين كونها كذلك ليست شيئا من الأشياء المحصلة التامة بل نسب إلى الأشياء وفرق بين الشئ ونسبه الشئ وكذا فرق بين كون الشئ شيئا أو قوه على شئ إذ القوة بما هي قوه ليست شيئا من الأشياء أصلا اللهم الا باعتبار آخر غير اعتبار كونه قوه حتى ينجر الامر إلى ما لا جهة فيه سوى كونه قوه كالهيولي الأولى التي لا تركيب فيها من جهتين يكون بإحديهما بالقوة وبالأخرى بالفعل وما قرع سمعك ان المعنى الادوى كالوجود النسبي والاستقلالي كالوجود المحمولي هما متباينان بالذات يرام به ما أفدناك تحقيقة لا ان لهما ذاتين متباينين فإنه الرابطة لا ذات لها أصلا كالمرآة التي لا لون لها ولا حقيقة أصلا ولهذا تقبل الألوان ويظهر به الحقائق والتبائن بين شيئين قد يكون بحسب المفهوم والعنوان من غير أن يكون لكل منهما بحسب ذاته حقيقة محصله يتغايران بها بل الاختلاف بينهما كالاختلاف بين المحصل واللا محصل الذي له ان يصير محصلا والشئ واللا شئ الذي في قوته ان يصير شيئا. قاعده وإذا تحققت الامر في هذه المعاني ومعنى انقطاع سلسلتها بانقطاع اعتبار العقل فاجعله أسلوبا مطردا في جميع الطبائع العامة المتكررة كالوحدة
(١٤٣)