يتحقق في كل منهما ما به الاختلاف وهو فصله المنوع له بل انما يوجد بين الجسمين الشديد السواد والضعيف السواد ما فيه الاختلاف وهو مفهوم الأسود فان أحدهما أوفر حظا مما يطلق عليه السواد والاخر أقل حظا منه.
وعلى هذا لا يرد عليهم ما ذكره الشيخ الإلهي في المطارحات بقوله وهؤلاء هم الذين يقولون إن السواد الأشد يمتاز عن السواد الأنقص بفصل وإذا كان السواد له فصل مقسم فيكون جنسا وهو واقع بالتشكيك فبعض الجنس واقع بالتشكيك وقالوا لا شئ من الأجناس واقعا بالتشكيك انتهى.
واما المقام الثاني فالحق فيه ما ذهب اليه الرواقيون من الأقدمين وغيرهم لما ذكرناه أيضا في حقيقة الوجود من أنها ليست ذات افراد متخالفة بالفصول مع أن بعضها في غاية الشدة والعظمة وبعضها بحسب هوياتها التي لا تزيد على مرتبتها في غاية الوهن والخسة كوجود حركه والهيولي والعدد وأمثالها من ضعفاء الوجود وأيضا ان المشائين قد أثبتوا اشتداد الكيفيات وتضعفها بمعنى حركه الموضوع الجسماني في مراتب الكيفيات كالحرارات والسوادات وغيرهما ومن المتحقق (1) عندهم ان