الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧
فصل في الشدة والضعف لعلك كنت مقروع السمع في طبقات العلوم ان كل متمايزين في الوجود أو العقل (1) فتمايزهما وافتراقهما اما بتمام ماهيتهما من دو اشتراك ما جوهري بينهما أو بشئ من سنخ الماهية بعد اشتراك طبيعة ما جوهرية بينهما فالمشترك جنس والمعينات فصول ومحصلات لطبائع نوعيه والتركيب تركيب اتحادي أو بأمور عرضيه بعد اتفاقهما في تمام الحقيقة المشتركة والمتحصل افراد شخصية أو صنفيه والتركيب تركيب اقتراني.
ولا أجدك (2) ممن تفطنت هناك بقسم رابع ذهب اليه فلاسفة الاشراق ينقدح به الحصر وهو ان الافتراق ربما لا يكون بتمام الماهية ولا ببعض منها ولا بلواحق

(1) انما ذكروا هذه المسالة أول ما ذكروها في مباحث الكلى والجزئي من المنطق وهو قولهم ان الكلى ينقسم إلى متواط ومشكك ومن المعلوم ان الكلية من عوارض الماهية فبحث المشكك انما انعقد في الماهية أولا لما شاهدوه من اختلاف الأمور الخارجية بالشدة والضعف كيفا وكما ثم لما وجدوا ان المفهوم من حيث وقوعه على المصداق لا اختلاف فيه بناء ا على ما سيجئ من حجه الشيخ ذكروا ان الذاتي من المفاهيم لا يجرى فيه التشكيك وانما يجرى في العرضيات فإنها لا مطابق لها بحسب الحقيقة في الخارج انما المطابق هو للموضوع ولعرضه واما العرضي المنتزع من قيام العرض بموضوعه كالأسود المنتزع من قيام السواد بالجسم فلا مطابق له في الحقيقة فلا مانع من الاختلاف فيه.
والحق ان الفرق بين العرض والعرضي في ذلك مع اشتمالهما جميعا على مفهوم غير مختلف في حد مفهوميته مستصعب جدا.
ثم إنهم ذكروا بالبناء على هذا البحث ان كل ماهيتين متمايزتين فتمايزهما اما بتمام الذات كالمقولات أو بالبعض وهو الفصل أو بالخارج كالعوارض المشخصة فهذا ما ذكروه واما المصنف ره فلما ذهب إلى تحقق التمايز التشكيكي وانه في حقيقة الوجود عمم القول فقال كل متمايزين في الوجود أو العقل ليشمل التشكيك الوجودي ومراده بالوجود والعقل الهوية والماهية دون الخارج والذهن لظهور ان المفاهيم مثار الكثرة والاختلاف بنفس ذواتها المفهومية من غير استناد إلى هذا التقسيم ط (2) اي لدقه القسم الرابع وعلو شانه لا أجدك ممن يتفطن به وهو حق متين س ره
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»
الفهرست