للبيت والخياط للثوب مغالطة نشات من عدم الفرق بين ما بالذات وما بالعرض واخذ ما ليس بعله عله والباري اجل من أن يكون فعله مجرد التأليف والتركيب كما زعموه بل فعله الصنع والابداع وانشاء الوجود والكون وليس الابداع والانشاء تركيبا ولا تأليفا بل تأسيس واخراج من العدم إلى الوجود والمثال في الامرين المذكورين يوجه كلام المتكلم وكتابه الكاتب فان أحدهما يشبه الايجاد والاخر يشبه التركيب فلأجل هذا بطل الأول بالامساك دون الثاني فإنه إذا سكت المتكلم بطل الكلام وإذا سكن الكاتب لا يبطل المكتوب فوجود العالم عن الباري جل مجده كوجود الكلام عن المتكلم فالوجودات العقلية والنفسية والأنيات الروحية والجسمية (1) كلها كلمات الله التي لا تنفد ولو كان بحر الهيولى العنصرية مدادا لكلمات ربه الوجودية لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربه ولو جئنا بمثله مددا من ابحر الهيوليات الفلكية (2) تثنيه لقوله تعالى ولو أن ما في الأرض من شجره أقلام والبحر يمده من بعده سبعه ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم فصل في أن الممكن ما لم يجب بغيره لم يوجد لما تيقن ان كل ممكن ما لم يترجح وجوده بغيره لم يوجد وما لم يترجح عدمه كذلك لم ينعدم فلا بد له في رجحان كل من الطرفين من سبب خارج عن نفسه فالان نقول إن ذلك السبب المرجح ما لم يبلغ ترجيحه إلى حد الوجوب لم يكن
(٢٢١)