الاشكال الرابع انه يلزم على القول بالوجود الذهني ان يصير الذهن حارا حين تصور الحرارة باردا عند تصور البرودة معوجا مستقيما كرويا مثلثا مربعا كافرا مؤمنا متحيزا لان الحار ما حصل فيه الحرارة والبارد ما حصل فيه البرودة وكذلك سائر المشتقات فيلزم اتصاف النفس بصفات الأجسام والأمور المتضادة وبطلانه ضروري.
بيان اللزوم انه يلزم على التقدير المذكور انا إذا تصورنا الأشياء يحصل في أذهاننا حقائق تلك الأشياء وتحل فيها والحلول هو الاختصاص الناعت فيجب أن تكون حقائق تلك المعلومات أوصافا ونعوتا للذهن.
والجواب عنه بوجوده.
الأول وهو من جمله العرشيات ان صور هذه الأشياء عند تصور النفس إياها في صقع من ملكوت النفس من غير حلول فيها بل كما أن الجوهر النوراني اي النفس الناطقة عند اشراق نورها على القوة الباصرة (1) يدرك بعلم حضوري اشراقي ما يقابل العضو الجليدي من المبصرات من غير انطباع كما هو رأى شيعه الأقدمين فكذلك عند اشراقه على القوة المتخيلة يدرك بعلم حضوري اشراقي الصورة المتخيلة الخارجية المباينة للنفس من غير حلول الصور فيها واتصاف النفس بها بل كما يرى