فصل في ابطال كون الشئ أولى له الوجود أو العدم أولوية غير بالغه حد الوجوب لعلك لو تفطنت بما سبق من حال الماهيات في أنفسها ومن كيفية لحوق معنى الامكان بها لا تحتاج إلى مزيد مؤنه لابطال الأولوية (1) الذاتية سواء ا فسرت باقتضاء ذات الممكن رجحان أحد الطرفين بالقياس إليها رجحانا غير ضروري لا يخرج به الشئ عن حكم الامكان أو بكون (2) أحد الطرفين أليق بالنسبة إلى الذات لياقة غير واصله إلى حد الضرورة لا من قبل مبدء خارج ولا باقتضاء وسببية ذاتية على قياس الامر في الوجوب الذاتي ا ليس قد استبان من قبل ان علاقة الماهية إلى جاعل الوجود انما هي تبع للوجود والوجود بنفسه مفاض كما أنه بنفسه مفيض بحسب اختلافه كمالا ونقصا وقوه وضعفا والماهية في حد نفسها لا علاقة بينها وبين غيرها فما لم يدخل الماهية في عالم الوجود دخولا عرضيا ليست هي في نفسها شيئا من الأشياء حتى نفسها حتى تصلح لاسناد مفهوم ما إليها الا بحسب التقدير البحت والامكان وإن كان من اعتبارات نفس الماهية قبل اتصافها بالوجود لكن ما لم يقع في دار الوجود
(١٩٩)