حيث قال والذي يجب وجود لغيره دائما فهو أيضا غير بسيط الحقيقة لان الذي له باعتبار ذاته فإنه غير الذي له من غيره وهو حاصل الهوية منهما جميعا في الوجود فلذلك لا شئ غير واجب الوجود يعرى عن ملابسه ما بالقوة والامكان باعتبار نفسه وهو الفرد الحقيقي وما عداه زوج تركيبي انتهى فالذي له باعتبار ذاته هو ماهيته والذي له من غيره هو وجوده وهويته منتظمة من هاتين الجهتين انتظام الجسم من الهيولى والصورة ولهذا اسند القوة والامكان إلى الماهية استناده إلى المادة وإن كان بين هذا التركيب وتركيب الجسم من الهيولى والصورة فرق وكذا بين معنيى الامكان في الموضعين كما ستطلع عليه (1) إن شاء الله تعالى.
ثم لا يختلجن في وهمك انهم لما اخرجوا الماهية عن حيز الجعل فقد ألحقوها بواجب الوجود وجمعوها اليه في الاستغناء عن العلة لان الماهية انما كانت غير مجعوله لأنها دون الجعل لان الجعل يقتضى تحصيلا ما وهي في أنها ماهية لا تحصل لها أصلا الا ترى انها متى تحصلت بوجه من الوجوه ولو بأنها غير متحصله كانت مربوطة إلى العلة حينئذ لان الممكن متعلق بالعلة وجودا وعدما وواجب الوجود انما كان غير مجعول لأنه فوق الجعل من فرط التحصل والصمدية فكيف يلحق ما هو غير مجعول لان الجعل فوقه بما يكون غير مجعول لأنه فوق الجعل فافهم.
ولقد أصاب الإمام الرازي حيث قال إن القول بكون الماهيات غير مجعوله من فروع مسالة الماهية المطلقة وانها في أنفسها غير موجوده ولا معدومه.
تفريع احتياج الماهية والطبائع الكلية إلى اجزائها كالجنس والفصل أو كالمادة والصورة احتياج تقومي بحسب نفس قوامها من حيث هي أو بحسب قوامها موجوده واحتياجها إلى فاعلها وغايتها احتياج صدوري فالأوليان علتان للماهية سواء ا كان مطلقا أو بحسب نحو من الوجود والاخريان علتان لوجودها فاذن نسبه العلية والمعلولية بمعنى الاصدار والصدور إلى الماهيات لا تصح الا باعتبار