الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤١٩
يكون وجود الأشياء لا ماهياتها الكلية لفقد المناسبة بينها وبينه تعالى.
قال الشيخ الرئيس في بعض رسائله الخير الأول بذاته ظاهر متجل لجميع الموجودات ولو كان ذلك في ذاته تأثيرا لغيره (1) لوجب ان يكون في ذاته المتعالية قبول تأثير الغير وذلك خلف بل ذاته بذاته متجل ولاجل قصور بعض الذوات عن قبول تجليه محتجب فبالحقيقة لا حجاب الا في المحجوبين والحجاب هو القصور والضعف والنقص وليس تجليه الا حقيقة ذاته (2) إذ لا معنى له بذاته في ذاته الا ما هو صريح ذاته كما أوضحه الإلهيون فذاته متجل لهم ولذلك سماه الفلاسفة صوره فأول قابل لتجليه هو الملك الإلهي الموسوم بالعقل الكلى فان تجوهره بنيل تجليه تجوهر الصورة الواقعة في المرآة لتجلى الشخص الذي هي مثاله ولقريب من هذا المعنى قيل إن العقل الفعالة مثاله (3) فاحترز ان تقول مثله وذلك هو (4) الواجب الحق فان كل منفعل عن فاعل فإنما ينفعل بتوسط مثال واقع من الفاعل فيه وكل فاعل يفعل في المنفعل بتوسط مثال يقع منه فيه وذلك بين بالاستقراء (5)

(1) تقييدا وتعليلا سواء ا كان بالأصلح أو ذات الوقت أو غيره مما يقوله القائل بانقطاع الفيض س ره (2) لان تجليه ظهوره وظهور الشئ ليس مباينا عنه والا لم يكن ظهور ذلك الشئ س ره (3) هذا مأخوذ من مشكاة ولاية سيد الأولياء وسند الأصفياء على ع حيث قال ع حين سئل عن العالم العلوي صور عارية عن المواد خاليه عن القوة والاستعداد تجلى لها فأشرقت وطالعها فتلألأت القى في هويتها مثاله واظهر عنها افعاله الحديث س ره (4) هذا متعلق بما قبل قوله فاحترز وهو أجنبي س ره (5) انما بنى بيان المسألة على الاستقراء لأنه ره بنى معظم أبحاثه على سلوك طريق الماهية واما السالك مسلك الوجود في المسائل الفلسفية فإنه في فسحه في أمثال هذه المسائل فان كون الوجود حقيقة متأصلة ذات مراتب مختلفه من حيث الشدة والضعف ثم ارتباط ذات الضعيف بذات الشديد وافتقارها اليه يوجب كون الضعيف رابطا في حد ذاته بالنسبة إلى الشديد متقوما به بحسب الوجود وهو لا يتم الا بكون المعلول أعني المرتبة الضعيفة تنزلا للشديدة مسانخا لها وان شئت قلت يستلزم ذلك كون المعلول مثالا يحكى علته وظلا يتبعها في الوجود ط
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»
الفهرست