يكون وجود الأشياء لا ماهياتها الكلية لفقد المناسبة بينها وبينه تعالى.
قال الشيخ الرئيس في بعض رسائله الخير الأول بذاته ظاهر متجل لجميع الموجودات ولو كان ذلك في ذاته تأثيرا لغيره (1) لوجب ان يكون في ذاته المتعالية قبول تأثير الغير وذلك خلف بل ذاته بذاته متجل ولاجل قصور بعض الذوات عن قبول تجليه محتجب فبالحقيقة لا حجاب الا في المحجوبين والحجاب هو القصور والضعف والنقص وليس تجليه الا حقيقة ذاته (2) إذ لا معنى له بذاته في ذاته الا ما هو صريح ذاته كما أوضحه الإلهيون فذاته متجل لهم ولذلك سماه الفلاسفة صوره فأول قابل لتجليه هو الملك الإلهي الموسوم بالعقل الكلى فان تجوهره بنيل تجليه تجوهر الصورة الواقعة في المرآة لتجلى الشخص الذي هي مثاله ولقريب من هذا المعنى قيل إن العقل الفعالة مثاله (3) فاحترز ان تقول مثله وذلك هو (4) الواجب الحق فان كل منفعل عن فاعل فإنما ينفعل بتوسط مثال واقع من الفاعل فيه وكل فاعل يفعل في المنفعل بتوسط مثال يقع منه فيه وذلك بين بالاستقراء (5)