الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٧٣
كان له وجود عيني ولوجوده وجود أيضا إلى لا نهاية له ثم لمجموع (1) السلسلة وجود آخر يتسلسل مره ثانيه إلى لا نهاية أخرى وهكذا ولا يكون للوجود الأصل حصول الا بحصولها جميعا فكذلك الوحدة إذا كانت في الأعيان وراء الماهية كان للماهية دون الوحدة وحده وللوحدة دونها وحده أخرى وللوجود وحده وللوحدة وجود وتعود اللا نهاية مترادفة متضاعفة وكذلك في الامكان والوجوب ويتولد سلسله أخرى على التضاعف من الامكان والوجود فللامكان وجود ولوجوده امكان إذ لو وجب لم يكن عارضا ووراء تلك السلاسل سلاسل إلى لا نهاية في التضاعف بين الامكان والوجوب بالغير وبين الوجود والوجوب وبين الوحدة والوجوب فاذن كل مفهوم هذه سبيله فإنه لا يكون له صوره في الأعيان ولا هو بحسب الأعيان شئ وراء الماهية فاذن هذه الأمور طبائع انتزاعية واعتبارات ذهنية لا يحاذي بها شئ في الخارج ولا مبلغ لها متعين في الذهن يقف عنده ويتخصص به من التكرر في الحصول لدى العقول بحث وتنقيح ومما تزلزل به هذه القاعدة أمور منها كون الواجب عند القائلين بصحتها واستحكامها وجودا صرفا ووجوبا بحتا قائما بذاته واجبا بنفسه فضلا عن كونه في الأعيان فقد ناقضوا أنفسهم في باب الوجود وكونه عندهم اعتباريا محضا لا صوره له في العين وذات الباري تعالى عندهم صوره الصور واصل الحقائق.
ومنها ان مقنن هذه القاعدة ومخترعها قائل بجواز ان يكون مفهوم واحد ومعنى فارد يوجد تارة (2) صفه لشئ وتارة متحصلا بنفسه متقوما بذاته وبالجملة متفاوتا في انحاء الكون والحصول متخالفا في أطوار القوة والضعف والكمال والنقص فليجوز مثل ذلك في بعض هذه المعاني كما أسلفناه في الوجود والوحدة من قبولهما

(1) هذا بناء ا على مذهب هذا الشيخ المتأله ان كل مجموع موجود على حده س ره (2) كالنور إذ عنده الأنوار الجوهرية والعرضية حقيقتها واحده وسيأتي في الإلهيات ان العلم والقدرة والإرادة ونحوها في مرتبه كيف وفي مقام جوهر وفي مرتبه واجب بالذات س ره
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست