وانحرافها في الصعود عن الجدار واخراجها الأوراق الكثيرة بين الفواكه ليسترها عن صنوف الآفات واحرازها لب الثمار في الوقايات الصائنة يهديك إلى ما ذكروه وهاهنا لمعات نورية لا يناسب هذا المقام ذكرها عسى ان يأتي بها حين ما قدر الله اتيانه فيه بمنه وكرمه فصل في ذكر شكوك انعقادية وفيه فكوك اعتقادية عنها قد تقرر عند المعلم الأول ومتبعيه من المشائين والشيخين أبى نصر وأبى على وتلامذته وجمهور المتأخرين ان ظرف الوجود الذهني والظهور الظلي للأشياء فينا انما هو قوانا الادراكية العقلية والوهمية والحسية فالكليات توجد في النفس المجردة والمعاني الجزئية في القوة الوهمية والصور المادية في الحس والخيال فوقعت للناس في ذلك اشكالات ينبغي ذكرها والتفصي عنها.
الاشكال الأول ان الحقائق الجوهرية بناء ا على أن الجوهر ذاتي لها وقد تقرر عندهم انحفاظ الذاتيات في انحاء الوجودات كما يسوق اليه أدله الوجود الذهني يجب أن تكون جوهرا أينما وجدت وغير حاله في موضوع فكيف يجوز ان يكون الحقائق الجوهرية موجوده في الذهن اعراضا قائمه به ثم انكم قد جعلتم جميع الصور الذهنية كيفيات فيلزم اندراج حقائق جميع المعقولات المتبائنة بالنظر إلى ذواتها مع الكيف في الكيف.
والجواب عنه على ما يستفاد من كتب الشيخ ان معنى الجوهر الذي صيرورة جنسا وجعلوه عنوانا للحقائق الجوهرية ليس هو الموجود من حيث هو موجود مسلوبا عنه الموضوع لان هذا المعنى لا يمكن ان يكون جنسا لشئ والا لكان فصله الذي فرض مقسما له مقوما له ضرورة ان الفصول المقسمة للجنس لا يحتاج إلى شئ