والفرق بين الحصولين ان الحصول في المرآة يضرب شبيه بالقبول وفي النفس بضرب من الفعل.
ولا تظنن ان ما ذكرناه هو بعينه مذهب القائلين بالشبح والمثال إذ الفرق بين الطريقين انهم زعموا ان الموجود من الانسان مثلا في الخارج ماهيته وذاته وفي الذهن شبحه ومثاله دون ماهيته ونحن نرى ان الماهية الانسانية وعينه الثابتة محفوظه في كلا الموطنين لاحظ لها من الوجود بحسب نفسها في شئ من المشهدين على ما قررناه الا ان لها نحوا من الاتحاد مع نحو من الوجود أو انحاء كالانسان مثلا فان مفهومه يتحد اما في الخارج فبنحو من الوجود يصدق عليه انه جوهر قابل للابعاد نام حساس مدرك للمعقولات (1) وبنحو آخر يصدق عليه انه جوهر مفارق عقلي مسمى بروح القدس على رأى أفلاطون ومن سبقه واما في الذهن فبنحو آخر يصدق عليه انه عرض نفساني غير قابل للقسمة والنسبة حال أو ملكه (2) تحقيق وتفصيل اعلم أن حمل شئ على شئ واتحاده معه يتصور على وجهين أحدهما الشائع الصناعي المسمى بالحمل المتعارف وهو عبارة عن مجرد اتحاد الموضوع والمحمول وجودا ويرجع إلى كون الموضوع من افراد مفهوم المحمول سواء ا كان الحكم على نفس مفهوم الموضوع كما في القضية