فالظلم فيه ظاهر إذ لم يعلم أن التفاوت في الفطريات كثيرا ما يكون بحسب التفاوت في طرفي الحكم والحكم في نفسه مما لا يتفاوت على أن الحكم الفطري والحدسي كالاقتناصي مما يجوز فيه التفاوت بالقياس إلى الأذهان والأزمنة وخصوصيات المفهومات والعقود لتفاوت النفوس في استعداداتها الأولية غريزية واستعداداتها الثانوية كسبية فالسلائق العقلية في ادراك نظم الحقائق وتأليفها وزانها وزان السلائق الحسية السمعية في وزن الألفاظ وتاليف الأصوات وجهه الوحدة في العقليات كجهة الوحدة في السمعيات والتخالف كالتخالف وكل من سلمت ذائقه عقله من القصور والاختلال أو من الأمراض النفسانية والاعتلال الحاصل من مباشره الجدال والمناقشة في القيل والقال لم يرتب في استحاله رجحان الشئ على مثله من كل جهة الا بمنفصل ومن استحل ترجيح الشئ بلا مرجح يوشك ان يسلك سبيل الخروج عن الفطرة البشرية لخباثة ذاتية وقعت من سوء قابليتها الأصلية وعصيان جبلى اقترفت ذاته الخبيثة في القرية الظالمة الهيولانية والمدنية الفاسقة السفلية ظلمه وهمية المستحلون ترجيح أحد المتساويين بلا سبب تشعبوا في القول ففرقه قالت إن الله سبحانه خلق العالم في وقت بعينه دون سائر الأوقات من دون مخصص يتخصص به ذلك الوقت.
وفرقه زعمت أن الله سبحانه خصص الافعال باحكام مخصوصة من الوجوب والحظر والحسن والقبح من غير أن يكون في طبائع الافعال ما يقتضى تلك الأحكام وكذلك (1) الهارب من السبع إذا عن له طريقان متساويان من كل الوجوه والجائع