الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٩٥
طريق آخر لو كان بين الواجبين تلازم لزم اجتماع (1) (2) وجودين معا في ذات واحده والملازمة تظهر بأدنى تأمل وكذا بطلان اللازم فالذات الواجبية بما هي واجبية لا يعرض لها الوجوب بالقياس إلى ما لا يحتاج اليه سواء ا كان واجبا أو ممكنا (3) كما لا يعرض لها الوجوب بالغير ولا يأبى (4) طباع مفهوم الواجبية عن أن يكون للواجب امكان بالقياس إلى الغير وللغير امكان بالقياس اليه الا إذا لوحظت بينهما علاقة العلية والمعلولية وارتباط الايجابي والوجوبي وشئ من ذلك لا يتحقق بين الواجبين كما علمت فلو فرض وجود واجبين لا يكون بينهما معيه ذاتية ولا علاقة لزومية بل مجرد صحابة اتفاقية يثبت لكل منهما امكان بالقياس إلى الاخر والمضافان اللذان وجوب كل منهما مع الاخر لا يكفي في تحققهما موضوعاهما بل يفتقران (5) إلى ثالث جامع بينهما موقع الإضافة كما فصل في كتاب البرهان حيث تبين فيه كيفية تحديد كل منهما وانه يجب ان لا يؤخذ فيه المضاف الاخر

(1) وجود بالذات لوجوبه ووجود بالغير لمكان التلازم س ره (2) يعنى ان أحد الوجودين بالذات والاخر بالغير لمكان التلازم ن ره (3) يكون معلولا لواجب آخر واما الممكن المعلول لهذا الواجب فهو وان لم يقتض وجوده لكنه يستدعيه س ره (4) لان الامكان المنافى للوجوب الذاتي هو الامكان الذاتي فلا يأبى نفس مفهومه الامكان بالقياس نعم يأباه إذا تحقق بينهما تلازم وهو بين الواجبين محال س ره (5) اعلم أنه قد يحصل التكرار في التعريف لأجل الضرورة مثل تحديد الإضافات فان كل واحد من المتضائفين لما كان العلم به مع العلم بالاخر لتساويهما في المعرفة والجهالة مع وجوب تقدم العلم بالمعرف على العلم بالمعرف وجب ان يعرف بايراد السبب الذي يقتضى كونهما متضائفين ليتحصلا بسبب ذلك معا في العقل ونخص البيان بالذي يراد تعريفه منهما ومثاله ما ذكره الشيخ في تعريف الأب وهو انه حيوان تولد آخر من نوعه من نطفته من حيث هو كذلك الحيوان هو الأب والاخر من نوعه هو الابن لكنهما اخذا عاريين عن الإضافة وتولده من نطفته سبب كونهما متضائفين وقولنا من حيث هو كذلك تكرار لما مضى وهو ضروري لأنه الذي يضيف معنى الإضافة إلى الحيوان لذي هو الأب ويخص البيان المذكور به لان الأب انما يكون مضافا إلى الابن من هذه الجهة فالتكرار مع كونه منهيا في الحدود هنا واجب والا لامكن صدقه على الذات الموصوفة بالأبوة لا من جهة صفه الأبوة لكن المقصود تحديد الذات مع الصفة س ره
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست