الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٨٦
ومما (1) يرد أيضا على القائلين بان امكان الحادث موجود في الخارج ان امكان الشئ يلزمه الإضافة إلى ذلك فإذا كان صفه عقلية تلزمه الإضافة إلى امر معقول يضاف هو اليه في العقل بخلاف ما إذا كان صفه عينيه فإنه يلزمه ان يضاف إلى موجود عيني إذ الإضافة الخارجية إلى معدوم خارجي غير صحيح نعم للعقل ان يتصور صوره الشئ الذي يمكن حصوله في الخارج فيصف بصحة كونه ولا كونه اما بحسب حاله في نفسه كما في الامكان الذاتي أو بحسب أسباب وجوده واستعداد قابله وعدم أضداده ورفع موانعه عن مادته المتهياه له كما في الامكان الاستعداي فصل يذكر فيه خواص الممكن بالذات وانما اخرنا ذكر خواص الواجب بالذات إلى قسم الربوبيات لان اللائق بذكرها أسلوب آخر من النظر لجلاله ذكرها عن أن يكون واقعا في أثناء احكام المفهومات الكلية وخواص المعاني العقلية الانتزاعية الا شيئا نزرا منها يتوقف عليه صحه السلوك العلمي وتنوط به العبادة العقلية وهو الذي قد مر بيانه وسنعود اليه على مسلك قدسي وطريق علوي.
اخاذه (2) كما أن الضرورة الأزلية مساوقة للبساطة والأحدية وملازمه للفردية والوترية فكذلك الامكان الذاتي رفيق

(١) هذا على الظاهر مشترك الورود بين الامكان الذاتي والامكان الاستعدادي لكن يمكن ان يلتزم في الاستعدادي بما هو امكان انه اعتباري كما سبق آنفا وإن كان بما هو استعداد ذا حظ من الوجود وقد قالوا إن له اعتبارين إذ التهيؤ الذي في النطفة لصيرورتها انسانا له نسبه إلى النطفة وبهذا الاعتبار يسمى استعدادا فيقال ان النطفة مستعدة لان تصير انسانا وله نسبه إلى الانسان وبهذا الاعتبار يسمى امكانا استعداديا فيقال ان الانسان ممكن ان يوجد في النطفة وهو بهذا الاعتبار اعتباري على أنه على التحقيق من كون الامكان الاستعدادي امرا عينيا وكذا على الاعتبار الأول الملزوم للإضافة نقول لا يستدعى كون الشئ عينيا ان يكون اضافته أو المضاف اليه عينيا كما سيأتي عند ذكر مذهب من يرى أن الامكان الاستعدادي هو الكيفية المزاجية ونحوها فانتظر س ره (2) الاخاذة شئ كالغدير يجتمع فيه الماء وقيل هي قطعه من الأرض يتخذها الانسان لنفسه أو يهيئها السلطان له وفي بعض النسخ اجاده
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست