النفس (1) اي وجود حاله أو ملكه في النفس يصير مظهرا أو مصدرا لها تحت مقولة الكيف (2) فان سئلت عنا أليس الجوهر مأخوذا في طبائع أنواعه وأجناسه وكذا الكم والنسبة في طبائع افرادهما كما يقال الانسان جوهر قابل للابعاد حساس ناطق والزمان كم متصل غير قار والسطح كم متصل قار منقسم في الجهتين فقط نجيبك يا أخا الحقيقة بان مجرد كون الجوهر مأخوذا في تحديد الانسان لا يوجب ان يصير هذا المجموع الذي هو حد الانسان فردا للجوهر مندرجا تحته كما أن كون مفهوم الجزئي وحده وهو ما يمتنع فرض صدقه على كثيرين عين نفسه لا يوجب كونه جزئيا وكون حد الشئ عين محدوده وإن كان صحيحا لكن لا يستدعى كون الحد فردا للمحدود وكذا كون مفهوم الجوهر عين نفسه لا يصيره من جزئيات الجوهر وأنواعه وكذا باقي المقولات وانما يلزم لو ترتب عليه اثره (3) بان يكون نفس مفهوم الجوهر مثلا من حيث هو بشرط الكلية إذا وجد في الخارج كان لا في موضوع وهذا المفهوم بشرط الكلية يمتنع وجوده في الخارج إذ كل موجود خارجي مشخص وكذا نقول في أكثر الحدود والمفهومات فان حد الحيوان وهو مفهوم الجوهر
(٢٩٥)