الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٣٨
وأيضا (1) هو تأكد الوجود فكيف يكون عدميا.
والجواب انه ليس عدميا بمعنى المعدوم المطلق أو بمعنى ما يؤخذ في مفهومه سلب شئ بل بمعنى المعدوم العيني الموجود في الذهن والنقيضان (2) وان اقتسما جميع المفهومات لكن لا يلزم صدقهما كليا على جميع الموجودات العينية ا ليس الممتنع والممكن العام نقيضين وأحدهما وهو الممتنع معدوم وليس يلزم ان يكون كل ممكن بالامكان العام موجودا في الخارج بل ربما لا يوجد الا في الذهن.
ومنها ان ثبوت شئ لشئ لا يستلزم ثبوت الثابت في ظرف الاتصاف كما هو المقرر عندهم بل انما يستلزم ثبوت المثبت له فحينئذ إذا كان بعض الأمور الذهنية كالعمى مثلا ثابتا في الخارج لشئ ومن المشهورات المسلمة ان وجود الصفة في نفسها هو وجودها للموصوف بها بعينه فاذن (3) يكون لمثل هذا الامر وجود عيني فيكون من قبيل الاعراض الموجودة في الخارج والعقل يأبى من عد هذا المفهوم وأمثاله من الموجودات العينية (4) فضلا عن جعله من الاعراض.

(1) ان أراد انه تأكد الوجود الحقيقي النفسي له تعالى فيتوجه انه خارج عما نحن فيه وان أراد انه تأكد الوجود الرابط ووثاقة النسبة الثبوتية فيتوجه انه لا منافاة بين كونه وثاقه الوجود الرابط وكونه عدميا س ره (2) اي الموجود والمعدوم وان اقتسما جميع المفهومات فان كل مفهوم اما موجود واما معدوم لكن لا يلزم انه إذا لم يكن مفهوم كالوجوب معدوما ان يكون موجودا عينيا لجواز كونه موجودا ذهنيا أو المراد ان النقيضين كالوجوب واللاوجوب وان اقتسما المفهومات فاخذ الوجوب الواجب واخذ اللا وجوب الممكن ومن جمله المفهومات الموجود والمعدوم فاخذ اللا وجوب المعدوم واخذ الوجوب الموجود لكن لا يلزم من ذلك ان يكون الوجوب موجودا خارجيا كما أن الممتنع اخذ المعدوم والممكن العام الموجود لكن لا يلزم ان يكون كليه الممكن العام موجوده خارجيه لامكان الذهنيات الصرفة فالمراد بالمفهوم ما هو المساوق للشئ ومن الأمور العامة س ره (3) ما ذكره مغالطة من باب ايهام الانعكاس فان وجود الصفة في نفسها هو وجودها للموصوف لا ان وجودها للموصوف مطلقا وجود نفسي للصفة حتى يكون لها وجود عيني وعلى ما أجاب به قده المغالطة من باب اشتراك اللفظ س ره (4) لا يخفى عدم مناسبه العرضية للترقي من الوجود العيني فان المراد ان هنا مطلبين الوجود العيني لها والعرضية وتزيد عليه ولم يثبت شئ منهما والعقل يأباهما جميعا س ره
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست