وأيضا (1) هو تأكد الوجود فكيف يكون عدميا.
والجواب انه ليس عدميا بمعنى المعدوم المطلق أو بمعنى ما يؤخذ في مفهومه سلب شئ بل بمعنى المعدوم العيني الموجود في الذهن والنقيضان (2) وان اقتسما جميع المفهومات لكن لا يلزم صدقهما كليا على جميع الموجودات العينية ا ليس الممتنع والممكن العام نقيضين وأحدهما وهو الممتنع معدوم وليس يلزم ان يكون كل ممكن بالامكان العام موجودا في الخارج بل ربما لا يوجد الا في الذهن.
ومنها ان ثبوت شئ لشئ لا يستلزم ثبوت الثابت في ظرف الاتصاف كما هو المقرر عندهم بل انما يستلزم ثبوت المثبت له فحينئذ إذا كان بعض الأمور الذهنية كالعمى مثلا ثابتا في الخارج لشئ ومن المشهورات المسلمة ان وجود الصفة في نفسها هو وجودها للموصوف بها بعينه فاذن (3) يكون لمثل هذا الامر وجود عيني فيكون من قبيل الاعراض الموجودة في الخارج والعقل يأبى من عد هذا المفهوم وأمثاله من الموجودات العينية (4) فضلا عن جعله من الاعراض.