معروضات مفهوم الكلى والنوع والجنس من الحقائق التي هي معقولات أولى بالقياس إلى تلك العوارض التي تسمى عندهم بالمعقولات الثانية أمور موجوده في الخارج فيلزم على رأيهم ان يكون في الوجود انسانية واحده هي بعينها مقارنه للعوارض التي يقوم بها شخص زيد وشخص عمرو وغيرهما من اشخاص الناس وهي مع كل هذه العوارض غيرها مع العارض الاخر بالاعتبار وغير متغيرة بنفسها وإذا عدم شخص من تلك الاشخاص فقد فارقها الاعراض الخاصة بذلك الشخص فقط واما غير تلك الانسانية فهي باقيه غير فاسده وانما يفسد مقارنتها لتلك الاعراض فقط فهي ذات واحده مقترنة بعينها باعراض كثيره وتعينات شتى تصير مع اعراض كل شخص انسانية ذلك الشخص وكذا الحال في حقيقة الحيوان بالقياس إلى القيود والفصول المتبائنة فلا حاجه إلى القول بوجودها في نحو آخر من الوجود المسمى بالذهن.
قلنا هذا اشتباه وقع لبعض منشأه الغفلة عن رعاية الحيثيات والاهمال في جانب الاعتبارات فان قولهم بوجود الطبائع النوعية والجنسية ليس معناه ان النوع بما هو نوع أو الجنس بما هو جنس وبالجملة الكلى الطبيعي بما هو كلى طبيعي (1) أو معروض الكلى من حيث كونه معروض الكلى والكلية له تحقق في الخارج فان هذا مما لا يتفوه به من له أدنى ارتياض بالفلسفة فضلا عن الحكماء الأكابر وقد بينوا في كتبهم وتعاليمهم ان الكلى بما هو كلى مما لا وجود له في الخارج وللشيخ الرئيس رسالة مفرده في هذا الباب شنع فيها كثيرا على رجل غريز المحاسن كثير السن قد صادفه بمدينة همدان قد توهم ان معنى وجود الأنواع والأجناس في الأعيان هو ان يكون ذاتا واحده بعينها مقارنه لكل واحد من الكثرة المحصلة المختلفة مطابقه لها مشتركا فيها امر موجود فيها قائلا هل بلغ من عقل الانسان ان يظن أن هذا موضع خلاف بين الحكماء وكان ذلك المرء لما سمع من القوم انهم يقولون إن الاشخاص تشترك