المنهج الثالث في الإشارة إلى نشاة أخرى للوجود غير هذا المشهود وما ينوط به وفيه فصول فصل في اثبات الوجود الذهني والظهور الظلي قد اتفقت السنة الحكماء خلافا لشرذمة من الظاهريين على أن للأشياء سوى هذا النحو من الوجود الظاهر والظهور المكشوف لكل واحد من الناس وجودا أو ظهورا آخر عبر عنه بالوجود الذهني مظهره بل مظهره المدارك العقلية والمشاعر الحسية (1).
تمهيد انا قبل ان نخوض في اقامه الحجج على هذا المقصود والكلام عليها وفيها نمهد لك مقدمتين الأولى هي ان للممكنات كما علمت ماهية ووجودا وستعلم بالبرهان ما قد نبهناك عليه وكاد أن تكون من المذعنين له ان اخذت الفطانه بيدك ان اثر الفاعل وما يترتب عليه أولا وبالذات ليس الا نحوا من انحاء وجود الشئ لا ماهيته لاستغنائها عن الجعل والتحصيل والفعل والتكميل لا لوجوبها وشده فعليتها بل لفرط نقصانها وبطونها وغاية ضعفها وكمونها والوجود قد مرت الإشارة إلى أنه مما يتفاوت شده وضعفا وكمالا ونقصا وكلما كان الوجود أقوى وأكمل كانت الآثار المرتبة عليه