واحد نوعي انما يلحق لأجل أسباب خارجه عن مرتبه ذاته وقوام حقيقته فان مقتضى الذات و مقتضى لازم الذات داخلا كان أو خارجا لا يختلف ولا يتخلف فلا مجال لتعدد التشخصات وتكثر الحصولات وبعضها مما لا يكفي ذاته ومقوماته الذاتية في قبول الوجود من دون استعانه بأسباب اتفاقية وشروط غير ذاتية فليس له في ذاته الا قوه التحصل من غير أن يصلح لقبوله صلوحا تاما ثم بعد انضياف تلك الشروط والمعدات إلى ما يقبل قوه وجوده وهو المسمى بالمادة يتهيأ لقبول الوجود ويصير قريب المناسبة إلى فاعله بعد ما كان بعيد المناسبة منه فلا محاله ينضم إلى امكانه الذاتي امكان آخر متفاوت الوقوع له مادة حامله ذات تغير وزمان هو كميه تغيرها وانتقالها من حاله إلى حاله أخرى حتى انتهت إلى مواصلة ما بين القوة القابلة والقوة الفاعلة ليتحصل من اجتماعهما ويتولد من ازدواجهما شئ من المواليد الوجودية ولما تحقق وتبين ان الممكنات مستنده في وجودها إلى سبب واجب الوجود والقيومية لكونه بالفعل من جميع جهات الوجود والايجاد وكل ما كان كذلك استحال ان يخص بايجاده وفيضه بعض القوابل والمستعدات دون بعض بل يجب ان يكون عام الفيض فلا بد ان يكون اختلاف الفيض لأجل اختلاف امكانات القوابل واستعدادات المواد.
ثم إن للمكنات طرا امكانا في أنفسها وماهياتها فإن كان ذلك كافيا في فيضان الوجود عن الواجب بالذات عليها وجب أن تكون موجوده بلا مهله لان الفيض عام والجود تام وان لا يتخصص وجود شئ منها بحين دون حين والوجود بخلاف ذلك لمكان الحوادث الزمانيي وان لم يكن ذلك الامكان الأصلي كافيا بل لا بد من حصول شروط أخر حتى يستعد لقبول الوجود عن الواجب بالذات فلمثل هذا الشئ امكانان.
فقد ثبت ان لبعض الممكنات امكانين.
أحدهما هو وصف عام ومعنى واحد عقلي مشترك لجميع الممكنات ونفس ماهياتها حامله له.