والناطق فهي موجودات توجد بوجود زيد ذاتا بل عين زيد وجودا فان في الخارج ما هو زيد بعينه الضاحك والكاتب والحيوان والناطق ولا يلزم (1) من اندراج زيد تحت الجوهر بالذات وكون الجوهر ذاتيا له ان يكون الجوهر ذاتيا للكاتب والضاحك والناطق فكذلك الموجود الذهني فان من جمله الحقائق الكلية العلم وإذا وجد فرد منه في الذهن فإنما يتعين ذلك الفرد منه بان يتحد بحقيقة المعلوم كما أن الجسم انما يوجد في الخارج إذا كان فيه متكمما متشكلا متحيزا ناميا أو جمادا وعنصرا أو فلكا وبها يتعين حقيقة هذا الجسم كذلك العلم انما يتعين ويتحصل إذا اتحد بحقيقة المعلوم فكان العلم جنسا قريبا والكيف المطلق جنسا بعيدا (2).
وتحصل العلم وتعينه انما هو بانضمام الحقيقة المعلومة اليه متحده معه بحيث يكون في الواقع ذاتا واحده مطابقه لها فهذه الذات الواحدة علم من حيث جنسها القريب وكيف من حيث جنسها البعيد ومن مقولة المعلوم من حيث تحصلها وتعينها كما أن زيدا في الخارج حيوان من حيث جنسه القريب وجوهر من حيث جنسه البعيد ومن مقولة الكم والكيف وغيرهما من حيث تشخصه وتعينه ويكون اتحاد المعلوم معها اتحاد العرضي مع المعروض فصح ان العلم من مقولة الكيف والكيف ذاتي له من حيث إنه علم وهو في الواقع بعينه حقيقة المعلوم.
وعلى هذا لا يتوجه الاشكال بان العلم لكونه من صفات النفس وجب ان يكون من مقولة الكيف ومن حيث إن حقيقة المعلوم وجدت في الذهن يجب ان يكون من مقولة المعلوم فيلزم ان يكون حقيقة واحده من مقولتين.
لان محصل هذا التحقيق ان العلم من مقولة الكيف بالذات لكون تلك المقولة جنسه ومفهوم المعلوم متحد مع العلم ذاتا ووجودا في الذهن ومن تلك