الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٦
ويقرب من ذلك ما ذكره بعض الفضلاء بانا نعلم بالضرورة ان الأثر الأول للجاعل ليس الا الموجود المعلول ولا شك ان الموجود المعلول ليس الا الماهية لان الاتصاف بالوجود ونحوه من الأمور الاعتبارية.
وأجود منه ما قال سيدنا الأستاذ أدام الله تعالى علوه ومجده من أنه لما كان نفس قوام الماهية مصحح حمل الوجود ومصداقه فاحدس انها إذا استغنت بحسب نفسها (1) ومن حيث أصل قوامها عن الفاعل صدق حمل الوجود عليها من جهة ذاتها وخرجت عن حدود بقعه الامكان وهو باطل فإذا هي فاقرة إلى فاعلها من حيث قوامها وتقررها ومن حيث حمل الموجودية عليها وهي في ذاتها بكلا الاعتبارين في الليس البسيط والسلب الصرف والقوة المحضة ويخرجها مبدعها إلى التقرر والايس بالجعل البسيط ويتبعه الوجود على اللزوم بلا وسط جعل مؤلف هذه عبارته الشريفة نقلناها تبركا بها في هذا الكتاب بحث ومقاومة مع هؤلاء القوم اعلم أن مدار احتجاجاتهم ومبناها على أن الوجود امر عقلي اعتباري معناه الموجودية المصدرية الانتزاعية كالشيئية والممكنية ونظائرهما ونحن قد بينا لك ان الوجودات الخاصة أمور حقيقية بل هي أحق الأشياء بكونها حقائق والوجود العام امر عقلي مصدري كالحيوانية المصدرية والفرق بين القبيلين مما لوحنا اليه آنفا وسيتضح ذلك وإذا انهدم المبنى انهدم البنيان.
ثم بعد تسليم ان الوجود امر اعتباري لا غير لا نسلم ان مصداق حمل الوجود على الماهيات انما هو نفس تلك الماهيات كما قالوا وإن كان بعد صدورها عن

(1) أقول أين الاستغناء من جهة ان الشئ دون الجعل من الاستغناء من جهة ان الشئ فوق الجعل كما سيصرح به المصنف قده في أواخر مبحث الجعل ومن يقول بأصالة الوجود جعلا وتحققا لا يعطى الماهية تحصلا وثبوتا منفكا عن الوجود كالمعتزلي حتى إذا لم تكن مجعوله بحسب تقررها وثبوتها ولم تكن فاقرة من هذه الحيثية خرجت عن حدود الامكان فعنده أيضا نفذ الفقر في قوام الممكن وشيئية ماهيته بالعرض لتأخرها وسرابيتها ان هي الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان س ره
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست