فيه أم لا فلما لم يحتج إلى ذلك علم منه ان الوجود مشترك.
وأيضا الرابطة في القضايا والاحكام ضرب من الوجود وهي في جميع الأحكام مع اختلافها في الموضوعات والمحمولات معنى واحد ومن الشواهد ان رجلا لو ذكر شعرا وجعل قافية جميع أبياته لفظ الوجود لاضطر كل أحد إلى العلم بان القافية مكررة بخلاف ما لو جعل قافية جميع الأبيات لفظ العين مثلا فإنه لم يحكم عليه بأنها مكررة فيه ولولا أن العلم الضروري حاصل لكل أحد بان المفهوم من لفظ الوجود واحد في الكل لما حكموا بالتكرير هاهنا كما لم يحكموا في الصورة الأخرى.
واما كونه محمولا على ما تحته بالتشكيك أعني بالأولوية والأولية والأقدمية والأشدية فلان الوجود في بعض الموجودات مقتضى ذاته كما سيجئ دون بعض وفي بعضها اقدم بحسب الطبع من بعض وفي بعضها أتم وأقوى فالوجود الذي لا سبب له أولى بالموجودية من غيره وهو متقدم على جميع الموجودات بالطبع وكذا وجود كل واحد من العقول الفعالة على وجود تاليه ووجود الجوهر متقدم على وجود العرض.
وأيضا فان الوجود المفارقي أقوى من الوجود المادي وخصوصا وجود نفس المادة القابلة فإنها في غاية الضعف حتى كأنها تشبه العدم والمتقدم والمتأخر وكذا الأقوى والأضعف كالمقومين للوجودات وان لم يكن كذلك للماهيات فالوجود الواقع في كل مرتبه من المراتب لا يتصور وقوعه في مرتبه أخرى لا سابقه ولا لاحقه و لا وقوع وجود آخر في مرتبته لا سابق ولا لاحق والمشاؤون إذا قالوا إن العقل مثلا متقدم بالطبع على الهيولى وكل من الهيولى والصورة متقدم بالطبع أو بالعلية على الجسم فليس مرادهم من هذا ان ماهية شئ من تلك الأمور متقدمه على ماهية الاخر وحمل الجوهر على الجسم وجزئيه بتقدم وتأخر بل المقصود ان وجود ذلك متقدم على وجود هذا.
وبيان ذلك ان التقدم والتأخر في معنى ما يتصور على وجهين أحدهما ان يكون بنفس ذلك المعنى حتى يكون ما فيه التقدم وما به التقدم شيئا واحدا