ويعتبر أخرى من حيث تعلقه بالمادة لا في الوهم بل في الخارج ويبحث عنه بهذا الاعتبار في التعاليم فإنهم يبحثون عن الجمع والتفريق والضرب والقسمة والتجذير والتكعيب وغيرها مما يلحق العدد وهو في أوهام الناس أو في موجودات متحركة منقسمة متفرقة مجتمعه.
والثاني ان يبحث عنها لا مطلقا بل عن بعض أنواعها التي لا توجد الا باستعداد المادة وحركاتها واستحالاتها فاللائق بالبحث عنه انما هو العلم الأسفل فان اتفق ان يذكر بعض أحوالها فيه على الوجه العام كان ذلك على سبيل المبدئية لا على أن يكون من المسائل هاهنا فصل في أن مفهوم الوجود مشترك محمول على ما تحته حمل التشكيك لا حمل التواطؤ اما كونه مشتركا بين الماهيات فهو قريب من الأوليات فان العقل يجد بين موجود وموجود من المناسبة والمشابهة ما لا يجد مثلها بين موجود ومعدوم فإذا لم يكن الموجودات متشاركة في المفهوم بل كانت متبائنة من كل الوجوه كان حال بعضها مع البعض كحال الوجود مع العدم في عدم المناسبة وليست هذه لأجل كونها متحدة في الاسم حتى لو قدرنا انه وضع لطائفه من الموجودات والمعدومات اسم واحد ولم يوضع للموجودات اسم واحد أصلا لم تكن المناسبة بين الموجودات والمعدومات المتحدة في الاسم أكثر من التي بين الموجودات الغير المتحدة في الاسم بل ولا مثلها كما حكم به صريح العقل وهذه الحجة راجحة في حق المصنف على كثير من الحجج والبراهين المذكورة في هذا الباب وان لم يكن مقنعه للمجادل والعجب أن من قال بعدم اشتراكه فقد قال باشتراكه من حيث لا يشعر به لان الوجود في كل شئ لو كان بخلاف وجود الاخر لم يكن هاهنا شئ واحد يحكم عليه بأنه غير مشترك فيه بل هاهنا مفهومات لا نهاية لها ولا بد من اعتبار كل واحد منها ليعرف انه هل هو مشترك