كان لها وجود له وحده أخرى موجوده بوجود آخر وهكذا فيلزم بالضرورة سلسله مترتبة غير متناهية من وجود وحده ووحده وجود ولا يكفي ان يقال إن وحده الوجود هو أو وجود الوحدة هي فان مفهوم الوجود غير مفهوم الوحدة ولا يكون شيئان شيئا واحدا في نفسه هذا خلاصه كلامه في هذا المرام وبناء ه على أن المفهومات المختلفة لا يمكن ان ينتزع من مصداق واحد وذات واحده وامتناع ذلك غير مسلم فان امرا واحدا وحقيقة واحده من حيثية واحده ربما كان فردا ومصداقا لمفهومات متعددة ومعان مختلفه ككون (1) وجود زيد معلولا ومعلوما ومرزوقا ومتعلقا فان اختلاف هذه المعاني ليس مما يوجب ان يكون لكل منها وجود على حدة وكاختلاف الصفات الحقيقية الإلهية التي هي عين الوجود الاحدى الإلهي باتفاق جميع الحكماء والحاصل ان مجرد تعدد المفهومات لا يوجب ان يكون حقيقة كل منها ونحو وجوده غير حقيقة الاخر ووجوده الا بدليل آخر غير تعدد المفهوم واختلافه يوجب ان يكون ذات كل واحد منها غير ذات الاخر.
ومما يؤيد هذا قول الشيخ الرئيس في الهيات الشفا في بيان ان كون الشئ عاقلا ومعقولا لا يوجب اثنينية في الذات ولا في الاعتبار وان المتحرك إذا اقتضى شيئا محركا لم يكن نفس هذا الاقتضاء يوجب ان يكون شيئا آخر أو هو بل نوع آخر من البحث يوجب ذلك ويبين انه من المحال ان ما يتحرك هو ما يحرك ولذلك لم يمتنع ان يتصور فريق لهم عدد ان في الأشياء شيئا محركا لذاته إلى وقت ان قام البرهان على امتناعه ولم يكن نفس تصور المحرك والمتحرك يوجب ذلك وكذلك المضافان يعرف اثنينيتهما لامر لا لنفس النسبة والإضافة المفروضة في الذهن انتهى.
أقول معنى كلامه ان مجرد اختلاف المعاني والمفهومات لا يقتضى ان يتعدد ذواتها أو يتحد بل يحتاج إلى استيناف نظر وبرهان غير اختلاف المفهومات