الرابع ان اعاده كل ذات شخصية انما يتصور لو أعيدت شئ من اجزاء علتها التامة المقتضية لها واستعداد المادة لها بخصوصه وغير ذلك من متممات العلة ومصححات المعلول وننقل الكلام إلى آخر اجزاء علتها واستعداد استعداد مادتها وهكذا إلى المبادي القصوى والعلل العليا وسينكشف لك إن شاء الله تعالى بطلان اللازم فالملزوم باطل مثله بيان الملازمة معلوم بأدنى التفات من العقل كيف ولو لم يكن الاستعداد والعلة هما هما بعينهما لم يكن المعاد المفروض اعاديا بل انما يكون استينافيا مماثلا للابتدائي السابق ويتوهم انه أعادي فاذن انما يمكن اعاده الهوية الوجودية لو عادت الاستعدادات بجملتها والأدوار الفلكية والأوضاع الكوكبية برمتها وجمله ما سبقت في النظام الكلى بجميع لوازمها وتوابعها حتى في كونها ابتدائية والفطرة الصحيحة غير متوقفة في تكذيب هذا الوهم.
إهانة القائلون بجواز اعاده المعدومات جمهور أهل الكلام المخالفين لكافة الحكماء في ذلك ظنا منهم ان القول بتجويز الإعادة في الأشياء بعد بطلانها يصحح الحشر الجسماني الناطق بوقوعه السنة الشرائع والكتب الإلهية النازلة على أهل السفارة وأصحاب الزلفى صلوات الله عليهم أجمعين.
ولم يعلموا ان اسرار الشريعة الإلهية لا يمكن ان تستفاده من الأبحاث الكلامية والآراء الجدلية بل الطريق إلى معرفه تلك الاسرار منحصر في سبيلين اما سبيل الأبرار من اقامه جوامع العبادة (1) وإدامة مراسم العدالة وإزالة وساوس العادة