بالعرض وسراية الحكم على الشئ بالذات إلى شئ آخر بالعرض لا يوجب ان يتعدى منه إلى ثالث فكيف إلى ما بعده.
ثم يجب لك ان تعلم أن العلاقة اللزومية بين الأشياء انما يتحقق باعتبار وجوداتها لا باعتبار ماهياتها اللهم الا في لوازم الماهيات من حيث هي هي والمتمثل في الذهن من الموجودات الخارجية هي ماهياتها ومفهوماتها لا هوياتها الوجودية واشخاصها العينية كما سبق فالمعلوم للعقل ماهية الشئ والمستتبع للوازمه العينية هو وجوده العيني فلا يلزم من تعقل شئ من الأشياء الواقعة في العين تعقل لوازمه قريبه كانت أو بعيده وبهذا تندفع تلك الشبهة.
وقال الإمام الرازي في المباحث المشرقية ان الحقائق البسيطة يمكن أن تكون معقوله وبرهانه ان المركبات لا بد وأن يكون تركيبها من البسائط لان كل كثره فالواحد فيها موجود وتلك البسائط ان استحال أن تكون معقوله كانت المركبات غير معقوله بالحد ولا يمكن أيضا أن تكون معقوله بالرسم لان الرسم عبارة عن تعريف الشئ باللوازم وتلك اللوازم ان كانت بسيطه فهي غير معقوله وان كانت مركبه وبسائطها غير معقوله فهي أيضا غير معقوله وبالجملة فالكلام فيها كالكلام في الملزومات فاذن القول بان البسائط لا يصح ان يعقل يوجب القول بان لا يعقل الانسان شيئا أصلا لا بالحد ولا بالرسم لكن التالي باطل ظاهر البطلان فالمقدم مثله انتهى كلامه.
وفيه بحث إذ لقائل ان يقول من اعترف ان الماهيات المركبة معلومه لا يلزمه تسليم ان يكون معرفتها حاصله من معرفه بسائطها الحقيقية إذ لا نسلم ان معرفه الشئ المركب بحده عبارة عن معرفه اجزائه واجزاء اجزائه حتى ينتهى إلى معرفه البسيط بل حد الشئ المركب لعله يكفي فيه معرفه اجزائه القريبة ولو بالرسم.
وأيضا لاحد ان يقول لا نسلم ان معرفه الأشياء المركبة لا بد ان يحصل من معرفه اجزائها سواء ا كانت قريبه أو بعيده بل ربما يعرف بوجه آخر لا بكنهها