تحريكها نفوس أبناء النوع كل ذلك (1) باهتزاز علوي وتأييد ملكوتي وطرب معنوي.
فان قلت إنهم صرحوا بان للطبائع غايات في أفاعيلها الطبيعية فان لزم ان يكون لتلك الغايات نحو من الوجود الغير العيني لزم ان يكون تلك الطبائع ذوات أذهان شاعره بنتائج أفاعيلها ونهاية حركاتها مع كونها جرمانية.
قلنا هذا الكلام مما أورده الخطيب الرازي على الفلاسفة رادا عليهم حيث ذهبوا إلى أن للطبائع العالية والسافلة غايات طبيعية ونهايات ذاتية وان الغاية عله بماهيتها لفاعلية الفاعل واستكماله بما يستدعى التوصل اليه في فعله.
وأجاب (2) عنه الشارح المحقق لمقاصد كتاب الإشارات بالتزام ان لها شعورا بمقتضاها وغاية في أفاعليها غاية ما في الباب ان يكون شعورها شعورا ضعيفا والنظر في إناث النخل وميلانها إلى صوب بعض ذكر انها وإن كان على خلاف ذلك الصوب مما يؤكد ذلك وكذا مشاهده ميل عروض الأشجار إلى جانب الماء في الأنهار