اما بان يكون الوجود انتزاعيا واعتباريا والماهيات أمور حقيقية كما ذهب اليه المحجوبون عن ادراك طريقه أهل الكشف والشهود واما بان تكون الماهيات أمورا انتزاعية اعتبارية والوجود حقيقي عيني كما هو المذهب المنصور.
وبالجملة الوجود العيني وإن كان حقيقة واحده ونوعا وبسيطا لا جنس له ولا فصل له ولا يعرض له الكلية والعموم والجزئية والخصوص بل التعدد والتميز له من قبل ذاته لا بأمر خارج الا انه مشترك بين جميع الماهيات متحد بها صادق عليها لاتحاده معها فان الوجود الحقيقي العيني معنى الوجود فيه هو معنى الموجود فهو من حيث إنه منشا لانتزاع الموجودية هو الموجود ومن حيث إنه باعتبار ذاته منشا لذلك الانتزاع وبه يحصل موجودية الماهيات هو الوجود فكل (1) من مفهومي الوجود اي الحقيقي والانتزاعي (2) مشترك بين الماهيات الا ان الانتزاعي يعرض له الكلية والعموم لكونه امرا عقليا من المفهومات الشاملة كالشيئية والمعلومية والامكان العام وأشباهها بخلاف الحقيقي لأنه محض التحقق العيني وصرف التشخص والتعين من دون حاجه إلى مخصص ومعين بل بانضمامه إلى كل ماهية يحصل لها الامتياز والتحصل ويخرج من الخفاء والابهام والكمون فالوجود (3) الحقيقي ظاهر بذاته بجميع انحاء الظهور ومظهر