إذن، فعلى الإسلام السلام.. وهذا يتوافق بصورة واضحة مع مقولة: حسبنا كتاب الله..
2 - إن ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) من أن علم الباطن موجود عندهم، وأنهم هم الراسخون في العلم، حتى على تقدير لزوم تحصيل اليقين أو الاطمينان بالأخبار التي تتعرض لغير التشريع، إن ذلك ليس من أخبار الآحاد، بل هو مفيد لليقين سندا، ومتنا، وليس من حق هذا البعض أن يرده..
3 - إننا نخشى أن يكون مقصود هذا البعض باليقين، أو الاطمينان هو خصوص الشخصي منه، وفي أي خبر كان، فإن كان هذا هو المقصود، فإن الدين يصبح ملعبة بأيدي أهل الأهواء والبدع، ولكل طامع وطامح.
4 - إن فائدة كون العلم مخزونا لدى الراسخين في العلم هو نفس فائدة تعليم النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب.. وهو نفس فائدة تعليم آل داود منطق الطير، وهو نفس فائدة " علم من الكتاب " الذي كان عند آصف بن برخيا، الذي جاء بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس، وهو نفس الآيات الكبرى التي رآها رسول الله (ص) في رحلة المعراج (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) (1) و (لنريه من آياتنا) (2) وهو نفس فائدة الغيب الإلهي - كله أو بعضه - الذي يطلع الله عليه من يرتضيه من رسول..
وحتى لو كان هذا البعض لا يدري الفائدة من ذلك، فإن ذلك لا يبرر له رفض الحديث.
5 - على أن من الواضح: أن هناك مرجعيات للناس يرجعون إليها في أمور دينهم، ولتحصيل معارفهم، كما أن لهم مرجعيات في سائر أمورهم الحياتية كالطب وغيره، ولو صحت مقولة هذا البعض فإنه لا تبقى فائدة من تعلم المهندس لعلم الهندسة والطبيب لعلم الطب، والرياضي لعلم الرياضيات، والفيلسوف للفلسفة، والفقيه للفقه، وما إلى ذلك.. فإن المقصود - على حد قول هذا البعض - إن كان هو حفظ تلك المعارف