الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسئل حميم حميما) (1).
هل السورة مكية أو مدنية؟
وهذه من السور المكية - في رأي الكثيرين - إلا في بعض آياتها فقد نقل عن الحسن - فيما ذكره صاحب مجمع البيان، أن آية (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) مدنية فإن ظاهره الزكاة التي شرعت في المدينة.
ويعلق صاحب الميزان على ذلك، بأن هذا القول يستتبع أن تكون الآيات المتصلة بها الواقعة تحت الاستثناء لما في سياقها من الاتحاد واستلزام بعضها البعض.
ويضاف الآيات الواردة في المستثنى منه وهي قوله: (إن الإنسان خلق هلوعا - إلى قوله منوعا) لنفس الحجة.
ويستطرد - في استنتاجه - ليستوحي من سياقها، أن مضامين هذا الفصل بأجمعها تناسب حال المنافقين في المدينة الذين كانوا يحيطون بالنبي (ص) عن اليمين وعن الشمال..
وقد نوقش قول الحسن - بأن الحق المعلوم لا يراد به الزكاة فقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أن المراد به حق يسميه صاحب المال في ماله غير الزكاة المفروضة.
كما ورد عن ابن عباس أن هذه السورة نزلت بعد سورة الحاقة التي هي من السور المكية. مع ملاحظة أن سياقها في بداياتها ونهاياتها التي تتحدث عن اليوم الآخر يناسب كونها مكية " (2).
ويقول:
" سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ":
هل هناك سؤال عن العذاب في طبيعته، أو في توقيته ليكون السؤال في معنى الاستفهام؟! أو أن السؤال بمعنى الطلب، فتكون القضية هي في الطريقة التي كان يريد المشركون فيها مع النبي الحوار الجدلي عن الآخرة وعذابها الذي ينتظرهم فيبرزون الحديث بطريقة التحدي، كما كانت الطريقة التاريخية للأمم السابقة