مع أن المعروف عن مذهب أهل البيت والمروي بأسانيد كثيرة هو أنهم (عليهم السلام) هم المعنيون بهذه الآية، دون كل أحد.
3 - إن القول بأن هذه الآية أو تلك قد أريد بها كذا يحتاج إلى اليقين، والى الحجة، اما إذا قال لك نفس صاحب القول مرادي من هذه الآية هو الأئمة عليهم السلام فليس لأحد من الناس الحق في صرف الكلام باتجاه آخر.. بأن يقول:
إن مراده من الآية هو معنى آخر، حتى لو كان هو المعنى العام الشامل لكل عالم.. وعلى رأسهم النبي (ص)، والأئمة الطاهرون (عليهم السلام).
4 - قد تكررت هذه المقولة من هذا البعض في موارد عديدة، مثل آية:
(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم.. (.
وذلك معناه فتح الباب للتشكيك في نصوص الإمامة، وفي النصوص التي تبين أن لأهل البيت مقاما خاصا يجعل لهم الحق دون سواهم بمقام الإمامة العظمى.
فإن لازم كلام هذا البعض هو أن آية (إنما وليكم الله ورسوله، والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة وهم راكعون..) (1) لا تختص بعلي (عليه السلام)، بل تشمل كل من يمكن أن يتصدق وهو راكع - كما يقول ابن تيمية -، ولكنه (عليه السلام) أفضل مصاديقها وهكذا الحال في أكثر الآيات المشابهة.. فهل نقبل ذلك منه؟!.
وهكذا يتضح: أن القول بعموم هذه الآيات النازلة في خصوص أهل البيت يراد به إنكار هذه النصوص الصريحة فيهم.. وإعطاء نصيب لغيرهم من الآيات الشريفة..
فهل ننتظر أن يصل الأمر إلى الأحاديث الشريفة أيضا حتى مثل حديث الغدير، وحديث إنذار العشيرة الأقربين، وحديث المنزلة.. وغير ذلك.. علما بأنه حتى حديث الغدير قد نال نصيبه من التشكيك من قبل هذا البعض. ولو أن ابن تيمية كان حيا لأفرحه كثيرا أن يرى كيف أن منهجه في التشكيك بما يعود إلى علي وأهل بيته قد عاد إلى الحياة من جديد.