" وإن كان ذلك من خلال الطبيعة الذاتية للدلالة القرآنية، فإن المفروض عدم وجود ظهور للقرآن في ذلك ".
فإن هذا الكلام يستبطن أن يكون هذا البعض قد عرف جميع وجوه الدلالات القرآنية.. مع أننا نلاحظ ما يلي:
ألف: اختلاف الناس في درجات فهمهم للمعاني القرآنية، وفي اكتشافهم لأسراره، وإدراك لطائفه وإشاراته..
ب - إن هذا البعض نفسه قد اعترف بأن ثمة أمورا لم يكن قد أدركها حين كتابته لكتابه المعروف " من وحي القرآن " وقد ذكر ذلك في مناسبة إنكاره لنزول الوحي مباشرة على نبي الله لوط، فراجع ما ذكرناه حول النبي لوط (ع) في قسم (مع الأنبياء والرسل).
ج - إن هذا البعض يسجل في نفس كتابه الآنف الذكر: أنه يخالف المفسرين في فهم كثير من الآيات القرآنية، وفي دلالاتها..
د - إنه إذا كانت معاني القرآن وخصوصياته التفسيرية لم تزل تتكشف عبر العصور، وقد تكشف الكثير منها في هذا العصر، بسبب الثورة الكبيرة التي حصلت وتحصل في مجالات العلوم المختلفة.
فهل يستطيع هذا البعض أن يدعي مع ذلك أن ما سجله هو وغيره من معاني ادعوا أنهم قد استفادوها من الدلالات القرآنية قد أظهر كل المعاني القرآنية وما على ذلك من مزيد في المستقبل؟، وأن حركة اكتشاف المعاني القرآنية قد توقفت عند هذا الحد؟! وكيف يمكن أن نوفق بين هذا التوجه، وبين ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): من أن هذا القرآن (لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا يشبع منه علماؤه.. وأن ظاهره أنيق وباطنه عميق).
ه - إن هذا البعض نفسه يذهب إلى مقولة غريبة وعجيبة، بل وخطيرة جدا أيضا، مفادها.. أن عالم الدلالات يتطور بتطور الزمن، وأنه يختلف من زمن إلى آخر..
فهو يقول:
" إن الكلمة لا تبقى في مدلولها اللغوي الوضعي جامدة لا تتحرك، بل تأخذ من حركتها التاريخية الكثير من الإشارات، والرموز، والإيحاءات، التي قد يفهم