بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل صلواته و تحياته على أشرف أنبياءه محمد الكاظم للغيظ وآله الأئمة الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
اما بعد فيقول أحوج العباد إلى رحمة ربه الباري محمد جعفر بن محمد علي الموسوي الجزائري الشوشتري المدعو بالمروج عفا الله تعالى عن جرائمهما انه لما كان كتاب كفاية الأصول الذي صنفه المحقق الفقيه الأصولي أستاذ العلماء الامامية في القرن الرابع عشر بحر العلم المتلاطم الشيخ محمد كاظم الخراساني قدس سره محورا للأبحاث الأصولية في الأقطار العلمية لما أودع فيه من بدائع الأفكار الثاقبة ونتائج الأنظار الصائبة وتحقيقات بادر إلى اقتطافها علماء الأمصار من زمان نشره وسائر الاعصار وكان من الكتب الوجيزة الغامضة أحببت أن أعلق عليه تعليقة تكشف عن أستاره و تبحث عن أسراره وتبين مجملاته وتظهر مضمراته فعلقت عليه هذه الحواشي وسميتها بمنتهى الدراية في توضيح الكفاية مقتصرا فيها على إيضاح مرام المصنف قدس سره بأوضح تقرير وأظهر تعبير و أبين تفسير لتكون عونا لاخواني الطالبين للعلم والفضيلة المشتغلين بدراسة المتن وبحثه على الوصول إلى حقائقه والنزول بفناء دقائقه محترزا عن التعرض لما لا يرتبط بتوضيحه وان رجع إلى تأييده أو تعلق بتزييفه، وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا الجهد بقبول حسن وأن ينفع به إخواننا المتقين من طلاب علوم الدين إلى عصر حضور خاتم الأوصياء المعصومين صلى الله عليه وعلى آبائه الحجج الطاهرين وعجل فرجه الشريف وجعلنا فداه وأن يجعله خير الزاد ليوم المعاد.