وخضر، مثل أعور، فهو أعور، وعور.
قوله تعالى: (نخرج منه) أي: من الخضر (حبا متراكبا) كالسنبل والشعير. والمتراكب: الذي بعضه فوق بعض.
قوله تعالى: (ومن النخل من طلعها قنوان دانية) وروى الخفاف عن أبي عمرو: " قنوان " بضم القاف، وروى هارون عنه بفتحها. قال الفراء: معناه: ومن النخل ما قنوانه دانية، وأهل الحجاز يقولون: " قنوان " بكسر القاف، وقيس يضمونها، وضبة، وتميم يقولون: " قنيان " أنشدني المفضل عنهم:
فأثت أعاليه وآدت أصوله * ومال بقنيان من البسر أحمرا ويجتمعون جميعا، فيقولون: " قنو " و " قنو " ولا يقولون: " قني " ولا " قني " وكلب تقول: " ومال بقينان ". قلت هذا البيت لامرئ القيس، رواه أبو سعيد السكري: " ومال بقنوان " مكسورة القاف مع الواو، ففيه أربع لغات: قنوان، وقنوان، وقنيان، وقنيان، و " أثت ": كثرت، ومنه، شعر أثيت. و " آدت ": اشتدت. وقال ابن قتيبة: القنوان: عذوق النخل، واحدها: قنو، جمع على لفظ تثنية، ومثله: صنو وصنوان في التثنية، وصنوان في الجميع. وقال الزجاج: قنوان: جمع قنو، وإذا ثنيته فهما قنوان، بكسر النون. ودانية، أي: قريبة المتناول، ولم يقل: " ومنها قنوان بعيدة " لأن في الكلام دليلا أن البعيدة السحيقة، قد كانت غير سحيقة، فاجتزئ بذكر القريبة عن ذكر البعيدة، كقوله [تعالى]: (سرابيل تقيكم الحر). وقال ابن عباس: القنوان الدانية: قصار النخل اللاصقة عذوقها بالأرض.
قوله تعالى: (وجنات من أعناب) قال الزجاج: هو نسق على قوله: " خضرا " (والزيتون والرمان) المعنى: وأخرجنا منه شجر الزيتون والرمان، وقد روى أبو زيد عن المفضل: " وجنات " بالرفع.
قوله تعالى: (مشتبها وغير متشابه) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: مشتبها في المنظر وغير متشابه في الطعم، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني: مشتبها ورقه، مختلفا ثمره، قاله قتادة، وهو في معنى الأول.
والثالث: منه ما يشبه بعضه بعضا، ومنه ما يخالف. قال الزجاج: وإنما قرن الزيتون بالرمان، لأنهما شجرتان تعرف العرب أن ورقهما يشتمل على الغصن من أوله إلى آخره. قال الشاعر.
بورك الميت الغريب كما بورك * نضح الرمان والزيتون ومعناه: أن البركة في ورقه اشتماله على عوده كله.