أحدهما: أنهم المتقون للشرك، قاله ابن عباس.
والثاني: للمعاصي، قاله قتادة. وفي قوله تعالى: (ويؤتون الزكاة) قولان:
أحدهما: أنها زكاة الأموال، قاله الجمهور.
والثاني: أن المراد بها طاعة الله ورسوله، قاله ابن عباس والحسن، ذهبا إلى أنها العمل بما يزكي النفس ويطهرها. وقال ابن عباس، وقتادة: لما نزلت (ورحمتي وسعت كل شئ) قال إبليس: أنا من ذلك الشئ، فنزعها الله من إبليس، فقال: (فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآيتنا يؤمنون) فقالت اليهود والنصارى: نحن نتقي، ونؤتي الزكاة، ونؤمن بآيات ربنا، فنزعها الله منهم، وجعلها لهذه الأمة، فقال: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي). وقال نوف:
قال الله تعالى لموسى: أجعل لكم الأرض طهورا ومسجدا، وأجعل السكينة معكم في بيوتكم، وأجعلكم تقرؤون التوراة عن ظهور قلوبكم، يقرؤها الرجل منكم، والمرأة، والحر، والعبد، والصغير، والكبير. فأخبر موسى قومه بذلك، فقالوا: لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس ولا أن تكون السكينة إلا في التابوت، ولا أن نقرأ التوراة إلا نظرا، فقال الله تعالى: (فسأكتبها للذين يتقون) إلى قوله: (المفلحون). وفي هؤلاء المذكورين في قوله: (للذين يتقون ويؤتون الزكاة) إلى قوله: (المفلحون) قولان:
أحدهما: أنهم كل من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتبعه، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه محمد صلى الله عليه وسلم، قاله السدي، وقتادة. وفي تسميته بالأمي قولان:
أحدهما: لأنه لا يكتب.
والثاني: لأنه من أم القرى.
قوله تعالى: (الذي يجدونه مكتوبا عندهم) أي: يجدون نعته ونبوته.
قوله تعالى: (يأمرهم بالمعروف) قال الزجاج: يجوز أن يكون مستأنفا، ويجوز أن يكون " يجدونه مكتوبا عندهم " أنه يأمرهم بالمعروف. قال ابن عباس: المعروف: مكارم الأخلاق، وصلة الأرحام. والمنكر: عبادة الأوثان، وقطع الأرحام. وقال مقاتل: المعروف: الإيمان، والمنكر:
الشرك. وقال غيره: المعروف: الحق، لأن العقول تعرف صحته، والمنكر: الباطل، لأن العقول تنكر صحته. وفي الطيبات أربعة أقوال:
أحدها: أنها الحلال، والمعنى: يحل لهم الحلال.
والثاني: أنها ما كانت العرب تستطيبه.
والثالث: أنها الشحوم المحرمة على بني إسرائيل.