عبد الله بن الزبير في الحصار الأول ولا يعرف له أيضا سماع من الحرث بن مالك بن البرصاء فحصل الخبران منقطعين ولا حجة في منقطع، ثم لو صح لكان المراد بذلك أنه عليه السلام لا يغزوها أبدا ولا يقتل هو قرشيا بعد ذلك اليوم صبرا، فهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وبرهان صحة هذا التأويل هو قول الله تعالى: (ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم) فأخبر تعالى أننا سنقاتل فيه ونقتل ونقتل * روينا من طريق مسلم نا قتيبة بن سعيد. وأبو بكر بن أبي شيبة. واسحق - هو ابن إبراهيم - واللفظ لقتيبة قال اسحق أخبرنا، وقال الآخران نا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن القبطية قال. دخل الحرث بن أبي ربيعة: وعبد الله ابن صفوان. وانا معهما على أم سلمة أم المؤمنين فقالت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فإذا كان ببيداء من الأرض خسف بهم فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارها؟ قال. يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته " * قال أبو محمد رحمه الله: أسقطنا من هذا الخبر كلاما لبعض رواته ليس من الحديث في شئ وهو غلط وهو أنه ذكر أن ذلك كان أيام ابن الزبير وهو خطأ لان أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ماتت أيام معاوية فإنما الغرض من الحديث كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كلام من دونه فلا حجة فيه * ومن طريق مسلم نا عمرو بن محمد الناقد نا سفيان ابن عيينة عن أمية بن صفوان سمع جده عبد الله بن صفوان يقول: أخبرتني حفصة انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بهم بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى الا الشريد الذي يخبر عنهم " * ومن طريق مسلم ني محمد بن حاتم بن ميمون نا الوليد بن صالح نا عبيد الله ابن عمرو نا يزيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك العامري عن يوسف بن ماهك أخبرني عبد الله ابن صفوان عن أم المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيعوذ بهذا البيت قوم ليس لهم منعة ولا عدد ولا عدة يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم " قال يوسف:
وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة قال عبد الله بن صفوان: اما والله ما هو بهذا الجيش * ومن طريق مسلم نا أبو بكر بن أبي شيبة نا يونس بن محمد نا القاسم بن الفضل الحدائي عن محمد بن زياد عن عبد الله بن الزبير قال: ان عائشة قالت: " عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله قال: العجب أن ناسا من أمتي يؤمون هذا البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا: يا رسول الله فان الطريق قد تجمع الناس قال: نعم فيه