ابن عباس رضي الله عنه فيم قال لرجل يا نبطي أنه لا حد عليه * وعن عطاء بن أبي رباح أنه سئل عن رجل قال لرجل يا نبطي ويا عبد بني فلان فلم ير عطاء فيه شيئا، وعن الشعبي أنه سئل عن رجل قال لعمري يا نبطي فلم ير الشعبي في ذلك شيئا وقال:
كلنا نبط وبه يقول أصحابنا * قال أبو محمد رحمه الله: فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب أن ننظر في ذلك لنعلم الحق فنتبعه فوجدنا الزهري يقول في نفي المرء عن أبيه أو عن نسبه كما أوردنا عنه قبل ذلك أن السنة على النافي في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه السلام أن يأتي بأربعة شهداء فنظرنا هل نجد هذا الذي ذكر الزهري في كتاب الله تعالى؟ فلم نجده أصلا وإنما وجدنا فيه الحد ووجوب أربعة شهداء على من رمى المحصنات فوجدنا النافي انسانا عن نسبه فلم يرم محصنة أصلا، والزهري وإن كان عندنا أحد الأئمة الفضلاء فهو بشر يهم كما يهم غيره ويخطئ ويصيب بل وجدنا نص القرآن مخالفا لقول الزهري لأنه يسقط الحد عمن رمى المحصنات إذا قال لابن أمه أو ابن كافرة يا ابن الزانية وأوجبه حيث ليس في القرآن ايجابه إذا قال له لست لأبيك فسقط تعلقهم بذلك جملة، فان قالوا: النافي قاذف ولابد قلنا: لا ما هو قاذف ولا قدف أحدا وقد ينفيه عن نسبه بأنه استلحق وانه من غيرهم ابن نكاح صحيح فقد كانت العرب تفعل هذا فلا قذف ههنا أصلا وقد يكون نفيه له بأن أراد الاستكراه لامه وانها حملت به في حالة لا يكون للزنا فيه دخول كالنائمة توطأ أو السكري أو المغمى عليها أو الجاهلة فقد بطل أن يكون النافي قاذفا جملة واحدة، ثم نظرنا هل في السنة لهم متعلق؟ فوجدنا ما ناه أحمد بن قاسم نا أبى قاسم بن محمد بن قاسم نا جدي قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب أخبرني حياة بن شريح عن سالم بن غيلان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سليمان بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد رجلا ان دعا آخر يا ابن المجنون * قال أبو محمد: فنظرنا في هذا الخبر فوجدناه لا متعلق لهم به أصلا من وجوه، أولها إنه مرسل ولا تقوم بمرسل حجة، والثاني من طريق سالم بن غيلان التجيبي وهو مجهول لم يعدل.
وثالثها انه لو صح لم يكن فيه حجة لأنه ليس فيه انه عليه السلام جلده الحد وإنما فيه انه جلده فلا يحل أن يراد فيه أنه جلده الحد ونحن لا نأبى من ذلك من سب مسلما لأنه منكر يغير باليد فبطل أن تكون لهم فيه حجة بل هو عليهم، وقد روى هذا الخبر يونس بن عبد الأعلى وهو أحفظ من سحنون واعرف بالحديث منه فلم يبلغه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نا عبد الله بن ربيع نا محمد بن