قال جابر. وما نحب أنها لم تنزل لقوله تعالى. (والله وليهما) * قال أبو محمد. مع أنه ليس في الآية ان هذا كفر أصلا فبطل التعلق بها وبالله تعالى التوفيق * وقال تعالى. (قد يعلم الله المعوقين منكم) إلى قوله تعالى.
(وكان ذلك على الله يسيرا) * قال أبو محمد: فهذه ليس فيها دليل على أنها في قوم معروفين بأعيانهم ولكنها صفة يعرفها من نفسه من سمع منهم هذه الآية الا أن قول الله تعالى بعدها بيسير.
(ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين ان شاء أو يتوب عليهم) بيان جلي على بسط التوبة لهم وكل هؤلاء بلا خلاف من أحد من الأمة معترف بالاسلام لائذ بالتوبة فيما صح عليهم من قول يكون كفرا ومعصية فبطل التعلق بهذه الآية لمن ادعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرفهم بأعيانهم ويعرف أنهم يعتقدون الكفر في باطنهم قال الله تعالى. (ولا تطع الكافرين والمنافقين) إلى قوله تعالى. (وكفى بالله وكيلا) * قال أبو محمد: قد مضى قولنا في قوله تعالى: (ولا تطع الكافرين والمنافقين) وقال تعالى: (ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) لا يختلف مسلمان في أنه ليس على ترك قتال الكافرين وإصغارهم ودعائهم إلى الاسلام ولكن فيما عدا ذلك، وقال تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) إلى قوله تعالى: (ولن تجد لسنة الله تبديلا) * قال أبو محمد: هذه الآية فيها كفاية لمن عقل ونصح نفسه لان الله تعالى قطع بأنه إن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة ليغرين بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يجاورونه فيها إلا قليلا فأخبر تعالى انهم يكونون إن لم ينتهوا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا - واعراب - ملعونين - انه حال لمجاورتهم - معناه لا يجاورونه إلا قليلا ملعونين، ولو أراد الله تعالى غير هذا لقال: ملعونون على خبر ابتداء مضمر ثم أكد تعالى بأن هذه هو سنته تعالى التي لا تتبدل فنسأل من قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم بأعيانهم وعلم نفاقهم هل انتهوا أو لم ينتهوا فان قال: انتهوا رجع إلى الحق وصح أنهم تابوا ولم يعلم باطنهم في صحة التوبة أو كذبها إلا الله تعالى وحده لا شريك له ولم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا الظاهر الذي هو الاسلام أو كفرا رجعوا عنه فأظهروا التوبة منه وان قال: لم ينتهوا لم يبعد من الكفر لأنه يكذب الله تعالى ويخبر أنه تعالى بدل سنته التي قد أخبر أنه