على حق وهذه الوجوه كلها موجودة في الناس. فأهل هذين القسمين الآخرين مخطئون عصاة وليسوا كفارا ويكون معنى قوله تعالى. (وما أولئك بالمؤمنين) أي وما أولئك بالمطيعين لان كل طاعة لله تعالى فهو ايمان وكل ايمان طاعة لله تعالى فمن لم يكن مطيعا لله تعالى في شئ ما فهو غير مؤمن في ذلك الشئ بعينه وإن كان مؤمنا في غير ذلك مما هو فيه مطيع لله تعالى، وقال تعالى. (يا أيها النبي اتق الله) إلى قوله تعالى.
(عليما حكيما) * قال أبو محمد رحمه الله: هذه الآية يقتضي ظاهرها أن أهواء الكافرين والمنافقين معروفة وهو أن يكفر جميع المؤمنين، قال تعالى: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) فإذ أهواؤهم معروفة ففرض على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى كل مسلم أن لا يطيعهم في ذلك مما قد عرف أنه مرادهم وإن لم يشيروا عليه في ذلك برأي ولا يجوز أن يظن ظان أن الكفار والمنافقين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم مشيرين عليه برأي راجين أن يتبعهم فيه فإذ الامر كذلك فليس في الآية بيان أن المنافقين كانوا معروفين بأعيانهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يدري أنهم منافقون ولكنهم معروفة صفاتهم جملة ومن صفاتهم بلا شك ارادتهم أن يكون كل الناس كفارا، وقال تعالى: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) الآية * قال أبو محمد رحمه الله: هذا أيضا ليس فيه بيان بأنهم قوم معروفين بأعيانهم وإنما هو خبر عن قائلين قالوا ذلك: وقال تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا) * قال أبو محمد: وهذا أيضا ممكن أن يقوله يهود وممكن أن يقوله أيضا قوم مسلمون خور أوجبنا، وإذ كل ذلك ممكن فلا يجوز القطع من أجل هذه الآية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف أنهم منافقون، وأما قوله تعالى: (ويستأذن فريق منهم النبي) إلى قوله تعالى. (وكان عهد الله مسؤولا) فان هذا قد روي أنه كان نزل في بني حارثة وبني سلمة وهم الأفاضل البدريون الأحديون ولكنها كانت وهلة في استئذانهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق. وقولهم. (ان بيوتنا عورة) وفيهما نزلت. (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) كما نا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد نا إبراهيم بن أحمد نا الفربري نا البخاري نا علي بن عبد الله نا سفيان بن عيينة قال عمرو بن دينار. سمعت جابر بن عبد الله يقول. فبينا نزلت (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) قال جابر. نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة